شهدت مدينة أوفييدو الإسبانية وفاة مأساوية لطفل من أبوين مغربيين في شهره الواحد والعشرين، إثر سقوطه من الطابق الرابع بحيّ أرغانيوسا بالمدينة ذاتها. وحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن جثمان الطفل "رامي" سيتم نقله نحو مدينة طنجة، مسقط رأس والديه، في غضون 48 ساعة من الآن، بعد أن تدخلت المصالح القنصلية المغربية من أجل التكفل بالعملية، التي صرّح والد الطفل في وقتٍ سابق أنه غير قادر على توفير مصاريفها التي تُراوح في عمومها 7000 أورو. ويروي كريم، والد الطفل الرّاحل، ما حدث ذلك اليوم قائلا: "في ذلك الصباح أبى رامي أن يتناول رضّاعته، كأنه أحس بحدوث شيء ما.. كان يلهو بشكل عادي معي ومع أخته، بينما أمّه (زوجتي) تقوم بأعمال تنظيف البيت..وشاءت الأقدار أن تترك أمه نافذة غرفة الأطفال مُواربة قليلا من أجل دخول بعض التيار الهوائي، وهو ما فعلته أنا مع باب الغرفة، ودون أن ننتبه تسلّل رامي إلى هناك وصعد أحد قطع الأثاث باحثا عن طريقة تسلية، لكنه للأسف هوى نحو الشارع من ارتفاع 12 مترا تقريبا". ويواصل كريم، الأبُ لطفلة في الثامنة من عمرها ورضيع في شهره الثاني، واصفاً ما حدث بعد ذلك: "كانت الصدمة قوية جدّا..الحقيقة أنني اعتقدت أنه سيعيش، فعندما حملته أمه بين ذراعيها وهي تصرخ كان لازال يتنفس ويفتح عينيه من حين إلى آخر، لكن إرادة الله كانت أقوى وتوفي بعد ذلك بساعات في المستشفى". صدمة الحادث تلتها صعوبات مادية من أجل نقل ثمّ دفن الطفل في مدينة طنجة، إذ نشرت وسائل إعلام إسبانية نداءً لوالد الطفل، مُرفقا بحساب بنكي من أجل تقديم المساعدات لتوفير المبلغ اللازم، وهو ما تأتّى أخيرا بعد أن تدخلت المصالح القنصلية المغربية أيضا للتكفّل بعملية النقل. عزاء كريم الوحيد في موت طفله هو أنّه قرّر أن يتبرع برئتيه وكبده من أجل إنقاذ أطفال آخرين من الموت، وقال عنه: "لقد منح الحياة لأطفال آخرين..إنه ملاك".