بعد مفاوضات ماراثونية شاقة، تمكنت الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك/OPEC) من الوصول إلى اتفاق حول تخفيض الإنتاج؛ وذلك بعد ثماني سنوات من الخلافات والدخول في مرحلة إنتاج حر دون، ما أدى إلى تراجع غير مسبوق في أسعار النفط. واتفقت الدول الأعضاء في "OPEC" على تخفيض إنتاج النفط بأزيد من 1.2 مليون برميل، ليتراجع إلى 32.5 ملايين برميل في اليوم. ومباشرة بعد هذا الإعلان، ارتفعت أسعار النفط الخام بحوالي 7.6 نقاط، لتستقر في حدود 50 دولارا للبرميل الواحد. وكان القرار متوقعا بعد دخول الدول الأعضاء في مفاوضات شاقة دامت لأشهر، وبلغت ذروتها في اجتماع غير رسمي بالجزائر؛ حيث أقرت الدول المصدرة للنفط بأن اقتصادها تضرر بسبب سياسة الإنتاج الحر وعدم التزام الدول بأي سقف. وتم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد أن تمكنت الدول الرئيسية في "OPEC" من حل خلافاتها، ويتعلق الأمر بكل من السعودية وإيران والعراق التي اتفقت على تحديد سقف الإنتاج بالنسبة لكل واحدة منها، وإن كانت السعودية قد وافقت على مضض على اعتبار إيران حالة خاصة في المنظمة والسماح لها بإنتاج يقدر بأزيد من 3.9 ملايين برميل يوميا، على أن يضمن الاتفاق تخفيضا إضافيا بأزيد من 600 ألف برميل يوميا في مرحلة مقبلة. وأعلنت المؤسسة البنكية "مورغان ستانلي"، التي تعد من أكبر المؤسسات المالية في العالم، أن إعلان "أوبك" عن خفض إنتاجها من النفط سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره بحوالي 5 دولارات. وعلى الرغم من كون الاتفاق لا يرقى إلى انتظارات منتجي النفط، ولن يعيد سعره إلى ما فوق المائة دولار، إلى أنه يعيد الثقة في "أوبك"، ويخفف من حدة الخلافات بين الدول المصدرة للبترول. ومن المتوقع أن يبدأ خفض الإنتاج بداية من الشهر المقبل، وإلى غاية شهر يونيو، وهو ما سيحقق التوازن بين العرض والطلب، وسيفتح الطريق أمام الدول غير الأعضاء كروسيا التي أعلنت أنها في حال خفضت "أوبك" من إنتاجها ستقوم هي الأخرى بذلك.