أفاد أحد أفراد عائلة عبد السلام الصالحي، الذي سبق له أن أضرم النار في جسده أمام مقر ولاية العيون في الثاني من نونبر الجاري، احتجاجا على بطالته رغم توفره على "رسالة ملكية تفيد بتوظيفه بالعيون"، بأنه توفي فجر اليوم الخميس متأثرا بجروحه الخطيرة. وانتقلت روح الصالحي إلى بارئها في حدود الساعة الثالثة والنصف فجر اليوم، في قسم العناية المركزة بالمستشفى التخصص بالدارالبيضاء، حيث كان يتلقى العلاجات الضرورية لحروق من الدرجة الثالثة، بعد أن تم نقله من العيون إلى مستشفى أكادير، ثم إلى الدارالبيضاء. وقال فاتح المعروفي، رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بالصحراء، الذي تبنى ملف الهالك منذ بدايته، في تصريح لهسبريس، إنه من المرتقب أن يتم نقل جثة الصالحي إلى مدينة العيون، بعد الانتهاء من الإجراءات والتدابير اللازمة والضرورية، خاصة في مثل هذه الحالات المفجعة. وتعود قصة الصالحي، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء، والتي نشرتها جريدة هسبريس، إلى الثاني من نونبر، عندما أقدم على إضرام النار في جسده أمام ولاية العيون بعد مشادات مع بعض عناصر "القوات المساعدة"، قبل أن يتم نقله سريعا عبر مروحية إلى مستشفى أكادير، ثم إلى البيضاء. الصالحي، من مواليد 1966، عانى من "فرار" زوجته بأبنائهما منذ فترة زمنية قصيرة، بسبب الفقر المدقع الذي يعيش في أتونه، بعدما تعاظم الأمل داخله بعد أن حصل على رسالة ملكية سنة 1996، موقعة من طرف ولي العهد حينها الملك الحالي محمد السادس، توصي بتوظيفه في العيون، لكنها "أقبرت"، تقول مصادر الجريدة. وبعد أن اشتدت الأزمة الاجتماعية والمعاناة النفسية بعبد السلام الصالحي، خاصة مع هجران زوجته وأولاده، لجأ إلى مقر ولاية العيون، تورد مصادر هسبريس، لكن عناصر من القوات العمومية اعترضت سبيله، قبل أن يعمد إلى سكب لترين من البنزين على جسده ويشعل النار فيه.