انقطع، منذ أزيد من شهر، ما يفوق ثلاثين تلميذا ينحدرون من منطقة أجدير الجبلية بإقليم خنيفرة عن الدراسة؛ وذلك بسبب تنقيلهم من مدرستهم القديمة نحو قسمين حديثى البناء لا يتوفران على المرافق الحيوية، مثل الماء والكهرباء والمرافق الصحية، ويبعدان عن المدرسة القديمة مسافة ثلاثة كيلومترات إضافية. وكان التلاميذ يقطعون أربعة كيلومترات للوصول إلى مدرستهم التي فتحت أبوابها منذ أكثر من ثمان سنوات، زادتهم المسافة الجديدة تعقيدا، والتي تصل إلى أربعة عشر كيلومترا ذهابا وإيابا في منطقة معروفة بقساوة طبيعتها، وتعرف أكبر التساقطات الثلجية بالمغرب. واعتبر سكان منطقة أجدير هذه الوضعية بكونها جائرة، حيث لم يكن أحد منهم يتوقع أن ينقطع هؤلاء التلاميذ في عمر الزهور عن الدراسة، بسبب القرار المتخذ من لدن رئيس المجلس القروي لجماعة اكلم امازكزا بإقليم خنيفرة والقاضي بإغلاق المدرسة ومنع الدراسة بها بدعوى أنها ملك جماعي. ووفق إفادات سكان المنطقة، فإن المدرسة توجد على مسافة طويلة يعجز حتى الكبار عن تحملها في ظروف طبيعية قاسية، إذ قد يتوقف التلاميذ طيلة فصل الشتاء كلما انتصب في وجههم حاجز طبيعي؛ كالفيضانات التي تسببها عمليات ذوبان الثلوج أو غزارة الأمطار. وفق المصادر ذاتها، فإن مناشدات السكان المتكررة خلال عدد من الوقفات الاحتجاجية من أجل التدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها، بهدف إنقاذ التلاميذ من الانقطاع عن الدراسة بشكل نهائي، لم تجد الآذان الصاغية؛ في الوقت الذي يعرف فيه الدخول المدرسي الحالي بالجماعة تعثرات على جميع المستويات. ويطالب أولياء التلاميذ المنقطعين عن الدراسة من المسؤولين بتدخل ملكي ليرفع عنهم الضيق، كما دعوا إلى وضع حد لخلق بعض المشاريع التي لا تراعي مصالح الساكنة القروية، فضلا عن إشراك الساكنة في وضع مختلف المشاريع التي ستستفيد منها المنطقة.