وسط أجواء مهيبة وبحضور آلاف المشيّعين قدموا من الحسيمة وعدد من المدن المغربية، ووري جثمان الراحل محسن فكري، بائع السمك الذي لقي حتفه طحنا وسط آلية شاحنة لجمع النفايات، ليلة أول أمس الجمعة. وهي الجموع التي رفعت بصوت واحد دعوات الرحمة لمحسن راجية من الله أن يتغمّده بمغفرته. وبعد أن أقامت الحشود، رجالا ونساء، صلاة الجنازة وسط باحة مسجد الإمام مالك بمنطقة امزورن، التي تبعد عن إقليمالحسيمة بقرابة 20 كلم، توجهت مسيرة الجموع الغفيرة التي وصفت بالمليونية، والتي لم تتعبها مسيرة الكيلومترات مشيا على الأقدام، صوب مقبرة المجاهدين التي تبعد عن المسجد بمئات الأمتار. كمال مكوح، فاعل جمعوي في إقليمالحسيمة، قال، في تصريح لهسبريس، إن الفقيد محسن فكري بات "شهيد لقمة العيش" في المغرب، مضيفا أنه "ضحية الحكرة والظلم اللذين يطالا العديد من المواطنين المغاربة"، مستنكرا في الوقت ذاته الطريقة البشعة التي لقي على إثرها الراحل حتفه. وتابع المتحدث أن صور مقتل بائع السمك التي يعجز الإنسان عن وصف بشاعتها، والتي "انتشرت بسرعة في مواقع التواصل الاجتماعي، لم نر مثلها في الحروب"، متمنيا أن تقول العدالة كلمتها وأن "يفتح تحقيق نزيه في النازلة ونعلم من المسؤول الأول والأخير عن هذه الجريمة"، موردا أن مقتل فكري أثار تضامنا واسعا من لدن "المغاربة الأحرار الشرفاء، ويجب أن تحدث القطيعة مع ما كان يحصل في سنوات الجمر والرصاص".