بعدما سبق أن أعلنا في وقت سابق أنهما سيكونان معا في الحكومة أو المعارضة، التقى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين من لدن الملك محمد السادس، ضمن مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة، اليوم الاثنين بالرباط، مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله. وبعد المشاورات الشكلية التي جاءت وفقا للمنهجية التي حددتها الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بلقاء أحزاب الأغلبية السابقة بداية، قبل الانفتاح على الأحزاب الأخرى المنتمية إلى صفوف المعارضة، يكون رئيس الحكومة وأمين عام "المصباح" قد أنهى المفاوضات مع أغلبيته، ليتوجه نحو أحزاب المعارضة، وفي مقدمتها حزب الاستقلال، الذي أبدى موافقة مبدئية للانضمام إلى الحكومة الثانية التي سيقودها بنكيران. أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، أكد في أول تعليق له على المشاورات، للصحافيين، أن "هناك اقتناعا لدى حزب الكتاب لمواصلة الإصلاح والدمقرطة إلى جانب حزب العدالة والتنمية"، مشيرا إلى أن "اللقاء تضمن مختلف المقاربات وأسباب نجاح التجربة الحكومية المقبلة". بنعبد الله، وإن أكد أنه مع المشاركة في الحكومة المقبلة، التي سيقودها أمين عام "حزب المصباح"، إلا أنه شدد على "ضرورة العودة إلى أجهزة الحزب التقريرية للحسم النهائي وترسيم المشاركة"، مبرزا أن "قرار المشاركة في الحكومة المقبلة تم في ظل الرصيد المشترك بين الحزبين". وقال بنعبد الله إن الأسباب التي دفعته إلى المشاركة في الحكومة السابقة مازالت قائمة، بل توطدت أكثر للمشاركة في الحكومة المقبلة، مبديا أمله في أن تتشكل لمناقشة البرنامج الذي سيتم الاتفاق عليه، وكذلك الميثاق الأخلاقي. وسبق أن كشف رئيس الحكومة، قبل الانتخابات التي جرت في السابع من أكتوبر الجاري، أن "هناك اتفاقا بين حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية على أن يكونا معا في الحكومة المقبلة أو تجمعهما صفوف المعارضة"، مسائلا أعضاء "حزب الكتاب" حول ما إذا كان لهم موقف آخر من هذا القرار الذي اتخذه رفقة أمينهم العام. وكان بنكيران قد دشن أولى اللقاءات التشاورية مع حزب الحركة الشعبية، بعد تعذر لقاء مع التجمع الوطني للأحرار، الحزب الثاني في الأغلبية السابقة، وهو الموعد الذي احتضن المقر المركزي ل"حزب المصباح" بالرباط، وحضره إلى جانب عبد الإله بنكيران، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، وعن "حزب السنبلة" كل من الأمين العام، امحند العنصر، وسعيد أمسكان.