كشف محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، عن المُخطَّط الذي وضعه المكتب لمواكبة مؤتمر الأطراف للبيئة "COP22"، الذي ستحتضنه مدينة مراكش خلال الفترة الممتدة ما بين 7 و18 نونبر المقبل. المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، الشريك الرسمي ل"COP22"، قال، في ندوة صحافية اليوم بالرباط، إنّ مواكبة مؤتمر الأطراف تأتي انطلاقا من كون المكتب يُعدّ فاعلا اقتصاديا مهما، وفاعلا أساسيا في منظومة النقل. وستنطلق أولى المبادرات التي سيساهم بها المكتب الوطني للسكك الحديدية في مؤتمر الأطراف للبيئة بمراكش بحملة تحسيسية من خلال "قطار المناخ"، جرى صُنع عرباته العشرة وفق معايير خاصة، خصّيصا لمساهمة المكتب في "COP2". وسيجوب القطار، خلال الفترة الممتدة ما بين 20 أكتوبر الجاري إلى غاية 18 نونبر المقبل تاريخ إسدال الستار على مؤتمر المناخ، 12 مدينة مغربية. وسينطلق من مدينة الدارالبيضاء، على أن يظل في مدينة مراكش طيلة 11 يوما التي سيستغرقها المؤتمر. الخليع أوضح أن "قطار المناخ" سيكون هدفه الأساس التحسيس بإشكالية المناخ، وتحسيس المواطنين بأهمّية التعامل المسؤول مع البيئة، في إطار تفعيل الالتزامات التي صُودق عليها في COP21 الذي انعقد بفرنسا، متوقعا أن يصل عدد المستفيدين من الحملة إلى 100 ألف شخص. علاقة بذلك، قال المدير العام للسكك الحديدية إن النقل السككي محترم للبيئة مقارنة مع باقي وسائل النقل الأخرى، حيث إنّ معدل انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الذي تفرزه القطارات لا يتعدّى ثلث معدل باقي وسائل منظومة النقل سواء البري أو الجوي أو البحري. المكتب الوطني للسكك الحديدية، حسب ما أعلن الخليع، سيلتزم بتخفيض انبعاث ثاني أوكسيد في أفق سنة 2030 بنسبة 10 في المائة. كما سيلتزم باستهلاك الطاقة بعشرين في المائة. وفي هذا السياق، أشار المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى أنّ محطة القطار بمراكش ستعتمد، ابتداء من سنة 2017، على الطاقة الشمسية بنسبة خمسين في المائة من إجمالي استهلاكها من الطاقة. وتمكّن المكتب الوطني للسكك الحديدية، في إطار انخراطه في ورش النجاعة الطاقية، من الحصول على شهادة ISO 50001 بالنسبة إلى مقره الرئيسي، وكذا بالنسبة إلى محطة القطار مراكش، بتمكينها من الاكتفاء الذاتي للكهرباء بنسبة 50 في المائة بفضل لوحات الطاقة الشمسية، كما حصل على شهادة ISO 14001 لمطابقة معايير البيئة. المبادرة الثانية التي سيساهم بها المكتب الوطني للسكك الحديدية في COP22 تتعلق بتنظيم مناظرة دولية حول الحركية المستدامة للنقل، يوم 3 نونبر المقبل بمدينة الدارالبيضاء، تحت عنوان "الرهانات المناخية.. أي منظومة نقل ناجعة للمستقبل؟"، سيتم الخروج منها بوثيقة ستُرفع إلى المشاركين في مؤتمر الأطراف بمراكش، لتمكين المشاريع النوعية المتعلقة بتنمية منظومة النقل من الاستفادة من الموارد المالية المسطّرة في أفق سنة 2020، على غرار مثيلاتها الخاصة بالمناخ. وتتعلق المبادرة الرابعة لمساهمة ONCF في COP22بتقديم حصيلته فيما يتعلق باحترام البيئة. وقد قدّم المكتب، لأول مرة، حصيلته فيما يتعلق بانبعاث الكربون المرتبط بالنشاط السككي. واعتبر الخليع هذه الحصيلة إيجابية، حيث لا يمثل انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن النقل السككي في المغرب سوى 0,47 في المائة من مجموع الانبعاثات في المملكة. وضمن المؤشرات التي قدّمها الخليع، فإن انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن النقل السككي لا يتعدى 2,6 في المائة من مجموع الحصة الناتجة عن قطاع النقل بشكل عام، علما أن حصته داخل السوق الوطنية تبلغ 8,5 في المائة؛ في حين أن مستوى انبعاث ثاني أوكسيد الكربون عن كل مسافر عبر القطار يقل ب7 مرات في الكيلومتر الواحد عن المسافر عبر السيارة، و6 مرات أقل من الحافلة، ومرتين أقل من الترام، و25 مرة أقل من الطائرة. وانسجاما مع انخراط المغرب في الاستجابة للالتزامات المتعلقة بالمناخ، موازاة مع تنظيمه لقمة الأطراف بمراكش، سيتولى المكتب الوطني للسكك الحديدة نقل المشاركين في COP22، انطلاقا من مطار محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء في اتجاه مراكش. وقال الخليع، في هذا السياق، إن المكتب يجري مشاورات مع اللجنة المنظمة لتسهيل العملية.