كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، أن إحدى الفتيات القاصرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و17 سنة، كانت تنوي تفجير نفسها بواسطة حزام ناسف، يوم السابع من أكتوبر الجاري، تزامنا مع الانتخابات التشريعية بالبلاد. وأفاد الخيام، خلال ندوة صحفية بمقر المكتب بمدينة سلا، زوال الثلاثاء، أن التحقيقات الأولية رفقة القاصرات كشفت عن تاريخ التفجير، ولا زالت التحقيقات جارية للاطلاع على باقي التفاصيل، موضحا أن العناصر وضعت يديها على مواد تستعمل في صناعة الأحزمة الناسفة. وأبرز المتحدث الذي بدا متأثرا لما آلت إليه أحوال من أسماهن " دْريريات صغيورات"، أن القضية تعطي انطباعا ببساطتها، لكنها في واقع الأمر ليست كذلك، مردفا أن ما يميز هذه الخلية كونها تتعلق بالعنصر النسوي، وبقاصرات لأول مرة بالمغرب، مستطردا بالقول "الإرهابيون يحاولون الاختراق بكل الطرق الممكنة، وأتى أوان الفتيات القاصرات، بعد اعتمادهم على عناصر إرهابية غدت أوراقها محروقة". وتوضيحا لآخر فقرة من بلاغ وزارة الداخلية المتعلق بعلاقة الفتيات بالجماعات الإسلامية التي تشكل حاضنة للتطرف والإرهاب، رفض الخيام تسمية هذه الجماعات، مؤكدا أن كل فكر متطرف يشكل أرضية لإنتاج الإرهاب يعد حاضنة للإرهابيين، ويستدعي بالضرورة تدخل عناصر المكتب المركزي حماية للأمن والاستقرار. وأفاد المسؤول الاستخباراتي أن الفتيات يحملن مشاريع تخريبية تروم زعزعة الأمن والاستقرار بالمملكة، وتستهدف مناطق سياحية ومؤسسات عمومية، وأن منهن من وصلت إلى مرحلة بدأت معها تجرب مواد تفجيرية، مشيرا إلى أن جميع الفتيات وبدون استثناء، لم يبدين أي ندم، بل على العكس من ذلك "هن فخورات جدا، ويعتبرن أن ما يقمن به طريق سالك نحو الجنة" يقول الخيام. وأوضح الوالي أن مواقع التواصل الاجتماعي شكلت وسيلة استقطاب ونقطة التقاء بين هؤلاء المراهقات وبين ناشطين وقياديين في " داعش"، موضحا أن وعودا بالزواج وزواجا افتراضيا جمع بين الطرفين، ليتم عبر الخطوة غسيل دماغ شامل لهن، وجعلهن مستعدات لتنفيذ ما يطلب منهن بنفس راضية. "كلنا يعلم ما وصلت إليه النساء في الدول التي تعيش عدم استقرار، وكل مجهوداتنا منصبة على حفظ الأمن وحماية المغربيات"، وفق تعبير الخيام الذي أقر بأن الجهات الأمنية تقوم بدورها لحد الساعة، داعيا المدرسة وفعاليات المجتمع المدني والأسرة إلى القيام بالأدوار التربوية والتأطيرية المنوطة بها، وعدم التخلي عن المراهقين واليافعين. واعتبر المتحدث، أن كشف هذه الخلية ناقوس إنذار يدق حول الأخطار التي تحيق بالبلاد، مقترحا ضرورة إعادة النظر في الخطابات الدينية ومراجعة قيم المجتمع والمدرسة، قبل أن يخلص إلى أن تربية هؤلاء الفتيات لم تكن في محلها من طرف الوالدين، والمجتمع الذي لم يتتبعهن كما ينبغي".