تجاوزت الأزمة السورية عامها الخامس ولا تزال وسائل الإعلام تتناقل مشاهد من معاناة السوريين، خاصة الأطفال منهم والنساء .. ما يعني أن آلام ساكنة الشام ما زالت مستمرة. وفي الوقت الذي نزح الآلاف من اللاجئين السوريين نحو بلدان أوروبية مختلفة، أوصدت العديد من بلدان الخليج حدودها في وجه هؤلاء النازحين، واكتفت بعضها بتقديم مساعدات مالية فقط. دولة الإمارات العربية المتحدة أعلنت، في خطوة تمثل استثناء بالمنطقة في التعامل مع هذه المآساة الإنسانيّة، عن عزمها استقبال 15 ألف لاجئ سوري على مدى السنوات الخمس المقبلة. ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بدولة الإمارات، قالت اليوم الخميس إن بلادها تنوي المشاركة في تحمل المسؤوليات المتعلقة بمواجهة أزمة اللاجئين السورين، وأن تلتزم بالعمل مع الجميع لإيجاد حلول جماعية وفاعلة تمنع تفاقم أزمة هذه الشريحة. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد اقتصرت في مساعداتها للاجئين على الشق المادي، إذ قدّمت خلال الخمس سنوات الأخيرة ما يزيد عن 750 مليون دولار أمريكي للاجئين والنازحين السوريين في دول الجوار المستضيفة لهم، مثل شمال العراق والأردن، وحتّى اليونان، حسب ما كشفته الهاشمي. وأوضحت المسؤولة الحكوميّة الإماراتيّة أنه "قبل اندلاع الأزمة السورية، كان هناك 115 ألف مواطن سوري يعيشون ويعملون في الإمارات. ومنذ ذلك الحين استقبلت الدولة أكثر من 123 ألف مواطن سوري، انضموا إلى أكثر من 200 جنسية مختلفة تسهم في تعزيز النسيج المتنوع للإمارات، وفي تقديم مساهمات فعالة وملموسة؛ وذلك في تمايز واضح لما يعانيه العالم حاليا من موجات كراهية للأجانب". وحسب المتحدثة نفسها فقد خصصت الإمارات، خلال الثلاث سنوات الماضية، أكثر من واحد في المائة من دخلها القومي الإجمالي السنوي كمساعدات خارجية؛ لتصبح هذه الدولة الخليجية بذلك ضمن أكبر المانحين على مستوى العالم، إضافة إلى زيادة التمويل الإنساني المقدم من البلاد.