أكد زاهد غول، الكاتب والباحث التركي، أن الإسلاميين، ممثلين في حزب العدالة والتنمية بتركيا، سيطروا بشكل كبير على وسائل الإعلام، بنسبة تصل إلى 80 في المائة من المنابر السمعية البصرية؛ وذلك بفضل شخصية أردوغان. وقال غول، في مداخلة له ضمن ندوة حول "الإعلامي والسياسي..أية علاقة؟"، من تنظيم مركز هسبريس للدراسات والإعلام بشراكة مع مؤسسة DW الألمانية، إن "رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، استطاع أن يفرض نفسه على الإعلام في تركيا بطريقته الخاصة"، مستطردا بأن "إردوغان كان في بدايته عندما تقلد منصب رئيس بلدية إسطنبول يقوم بزيارات إلى مساكن الفقراء بالأحياء الشعبية للمدينة؛ وهو ما جعل زعيم الحزب الحاكم حديث الجميع في تركيا". وأضاف المتحدث ذاته أن زعيم حزب العدالة والتنمية كان يدرك جيدا أهمية الإعلام قبل أن يصل إلى سدة الحكم في البلاد، مضيفا أن "أنصار حزبه من رجال الأعمال باتوا يسيطرون على ما يناهز نصف المنابر الصحفية الورقية التركية، بعد أن كانت تحت هيمنة رجال الأعمال ذوي التوجهات العلمانية المتطرفة". الإعلام التركي الذي أثار انتباه العالم ليلة الانقلاب الفاشل على حكم حزب العدالة والتنمية أشاد غول بوطنيته العالية، مضيفا: "لا توجد وسيلة إعلام، مكتوبة كانت أو مرئية، ساندت الانقلابيين ليلة 15 يوليوز، بل جميعها وقفت إلى جانب الشرعية"، قبل أن يزيد: "مادام الإعلام في بلادنا بهذه الوطنية، فليكن ما يكون في انتقاد الحكومة". وحول الترسانة القانونية التي تؤطر المشهد الإعلامي بتركيا، شدد الباحث الإعلامي التركي ذاته على أن القوانين الحالية التي تنظم المجال الصحافي ببلاده "متقادمة ولا تواكب التطور السريع الذي يعرفه الإعلام"، قبل أن يؤكد أن "تقنين وسائل الإعلام وإخضاعها لسياسة معينة أصبح أمرا متعذرا، ليس في تركيا فحسب، ولكن في جميع بلدان العالم". ولفت المتحدث ذاته، خلال النقاش الذي نظمه كل من مركز هسبريس للدراسات ومؤسسة "دوتشيه فيله"، إلى "غياب قوانين فعلية تستطيع إدارة الإعلام الإلكتروني، ما دام تأسيس موقع إلكتروني في نطاق "دوت كوم ودوت نيت" لا يخضع لأي قانون داخل تركيا، كما لا توجد أي سلطة أو رقابة تمنع ذلك". الخبير في المشهد الإعلامي التركي رصد ما وصفها ب"الهفوة الكبيرة"، التي تكمن في فلسفة تدبير القطاع الإعلامي في العالم العربي وتركيا، مشيرا إلى "إصرار السلطات على التحكم في الإعلام الجماهيري التقليدي، بينما تقف عاجزة عن تقييد الإعلام الجديد". وحول الإعلام العمومي بتركيا، أوضح زاهد غول، في المناسبة ذاتها، أن قطاع الإعلام الذي تملكه الدولة "ضعيف للغاية، وليس بإمكانه التفاعل مع الجمهور"، مقابل تأكيده على قوة الإعلام الخاص، "الذي كانت تسيطر عليه منذ التسعينيات ثلاث إمبراطوريات إعلامية كبرى، بدأ نفوذها يتقلص بعد صعود الإسلاميين إلى السلطة"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية بتركيا.