قال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إن "المملكة ترفض، رفضاً قاطعاً، أن تتحول شعيرة الحج إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية". جاء التعبير عن هذا الموقف خلال كلمة ألقاها العاهل، في الديوان الملكي بقصر منى، اليوم الثلاثاء، خلال حفل الاستقبال السنوي لكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام. وقال الملك سلمان إن "المملكة العربية السعوديّة سخرت كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمان، والسهر على راحتهم، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وطمأنينة".. وأضاف أن "المملكة ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية"، مشيراً إلى أن "الله شرع الحج على المسلمين كافة دون تفرقة". وتعرضت السعودية، خلال الأيام القليلة الماضية، لهجوم لفظي غير مسبوق من قبل قادة جمهورية إيران الإسلاميّة، جدد خلاله كل من الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي اتهامهما للمملكة ب"منع حجاج بلادهم من أداء الفريضة هذا العام". في المقابل، اتهمت الرياضطهران ب"المسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام"، وقالت إن "إيران تسعى لتسيس الحج وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج". واعتادت المملكة العربية السعودية أن تصدر، وفق وتيرة سنوية، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة "مراسيم البراءة من المشركين"، وتقول الرياض إن تلك المراسم "من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج". وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل آية الله الخميني حجاج بيت الله الحرام من الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية. الملك سلمان، في كلمته اليوم الثلاثاء، حذّر من الغلو والتطرف، مبيناً أنهما "توجه مذموم شرعاً وعقلاً ، وهو حين يدب في جسد الأمة الإسلامية يفسد تلاحمها ومستقبلها وصورتها أمام العالم".. وأوضح أنه "لا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة وبوحدة المسلمين للقضاء على هذا الوباء". وتطرق العاهل السعودي إلى حال العالم الإسلامي خلال الظرفية الجارية، داعياً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل على حل النزاعات التي يشهدها العالم الإسلامي.. وقال في هذا الصدد :"ما يشهده العالم الإسلامي اليوم في بعض أجزائه من نزاعات ومآس وفرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل تلك النزاعات وإنهاء الصراعات". وأكد ملك السعودية حرص بلاده الدائم على "لم شمل المسلمين ومد يد العون لهم، والعمل على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية".