ترتب عن انخراط المغرب في حملة مكافحة التهريب على الحدود مع موريتانيا، بالأقاليم الجنوبية للمملكة، اتهامه ب"الإخلال باتفاقية وقف إطلاق النار" من قبل منظمة الأممالمتحدة، بعدما عملت جبهة البوليساريو على إرسال قواتها إلى المنطقة ك"رد فعل مباشر". ونقلت وكالة "الأسوشيايتد بريس" الأمريكية بضع فقرات من "وثيقة سرية" للأمم المتحدة تتحدث عن "انتهاك المغرب لاتفاقية وقف إطلاق النار مع البوليساريو"، القائمة منذ عام 1991، عن طريق تحريك قوات مسلحة ومعدات عسكرية في الصحراء "دون إشعار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة"، معلنة أنه، كرد فعل مباشر، عملت جبهة البوليساريو على نشر 32 عنصرا مسلحا بالمنطقة، وبالتالي تكون هي أيضا قد انتهكت الاتفاق. وجاء ضمن المذكرة الذي نعتها المصدر ب"السرية" أن بعثة المينورسو أكدت، من خلال عدة دوريات برية وجوية خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 25 غشت، أن المغرب قام بإنزال مركبات عسكرية في المنطقة من أجل الحد من استفحال قدرات المهربين. وورد في المذكرة ذاتها: "عمل المغرب على القيام بهذا التحرك دون إشعار مسبق لبعثة حفظ السلام، وخلافا للاتفاق العسكري رقم 1 لوقف إطلاق النا،ر وبدعم من قوات الأمن والدرك المغربيّة". وتضيف الوثيقة: "أكد المغرب ما قام به في 18 غشت الماضي، وردا على ذلك عززت بعثة المينورسو أنشطة الرصد التي تقوم بها، إضافة إلى إجراء مشاورات مكثفة مع الجانبيين للحيلولة دون استئناف الأعمال العدائية"، وفقا لصياغتها. ونقلت "الأسوشيايتد بريس" تصريحا عن "مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية" قال فيه إن "جبهة البوليساريو هي التي تعمل على الانخراط في الاستفزاز، وليس المغرب"، قبل أن يضيف المتحدث، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، قوله: "أطلقنا حملتنا لمكافحة التهريب بالتعاون مع موريتانيا، ثم بدأت البوليساريو بإرسال قواتها نحو المنطقة". وكان بان كي مون، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، قد عبّر عن قلقه بسبب "الوضع المتوتر الذي نشأ في المنطقة العازلة، بسبب وضع عناصر مسلحة من قبل كل من المغرب والبوليساريو بالقرب من بعضهما البعض"، كما "حث الجانبين على احترام اتفاقية وقف إطلاق النار".