فيضانات وسيول اجتاحت عددا من الدواوير نواحي الحوز وميدلت والحاجب وتادلة والحسيمة، وهي التي جاءت نتيجة عواصف رعدية قوية،جرفت معها محاصيل زراعية، وغمرت حقولا وهدمت منازل، خاصة منها الطينية، كما غطت الأوحال الطرق وأتلفت الأثاث. تمركز هذه العواصف فوق المناطق الجبلية يجعل من الوديان، التي تحمل كميات كبيرة من المياه إلى سفح الجبل بسرعة كبيرة وفي ظرف وجيز، تشكل خطرا كبيرا على المناطق المحيطة بها والمنازل المحاذية لضفافها؛ زيادة على المصطافين ومحبي السياحة الجبلية الذين لا يروق لهم أخذ قسط من الراحة إلا بنصب خيامهم وسط مجرى الوادي الجاف. محمد بلعوشي، الخبير في الأرصاد الجوية، أكد أن اجتياح العواصف الرعدية الموسمية للمناطق الجبلية على الخصوص والمناطق المجاورة لها أمر عادي خلال فصل الصيف، موضحا أن الجبال وارتفاعها تشتغل كالمصعد الذي يسهل عملية صعود الهواء الساخن المتمدد بفعل درجات الحرارة المرتفعة من الطبقات السفلى إلى العليا. وأفاد بلعوشي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن الجبل ينقل الهواء الساخن إلى الأجواء العليا، حيث يتكاثف مكونا سحبا ركامية تتخللها شحن كهربائية تصطدم فيما بينها لتعطي ظاهرة البرق، فيما تتكون قطيرات ضعيفة سرعان ما تتحول إلى قطرات ضخمة تنزل على شكل زخات مطرية تتميز بكونها مفاجئة وغزيرة وفي ظرف وجيز. وعن التفسير العلمي لتوقيت العواصف المنحصر بين الثالثة زوالا ومنتصف الليل، أوضح المتحدث أن للأمر علاقة بما سبق؛ ذلك أن الهواء يكتسب سخونة منذ الصباح ويستمر في رفع حرارته إلى ما بعد الزوال إلى أن يصعد إلى الأجواء العليا في نهاية اليوم، ثم يعطي زخات مصحوبة بعواصف رعدية وبرق ورعد وبَرَد كذلك. وحذّر الخبير من مخاطر هذه الزخات الصيفية التي تحل بشكل مفاجئ، عقب جو مشمس وصحو، على عكس العواصف الشتوية التي تتشكل تدريجيا وتستمر طيلة أيام في إطار منخفض جوي، مضيفا أنها أمطار غالبا ما تلحق أضرارا بالمحاصيل والثمار وفي قطيع الماشية وتتعداها إلى ضحايا في الأرواح كما حدث في فاجعتي أوريكا والحاجب. "على المصطافين أن يتحروا أحوال الطقس ويتابعوا النشرات الجوية، ويأخذوا محتوى النشرات الإنذارية مأخذ الجد"، وفق قول بلعوشي، مشيرا إلى أن "العواصف الرعدية والتساقطات المطرية تهطل بعيدا عن مكان المصطافين على جنبات الوديان وفي مجراها بكيلومترات كبيرة، إلى أن يتفاجأ السياح والباحثون عن الاسترخاء بحمولة كبيرة من المياه المختلطة بالوحل والأتربة والحجارة على حين غرة". وأوصى المتحدث المواطنين بعدم الاقتراب من الوادي، ونصب خيام النوم ليلا بعيدا عن الضفاف، والامتثال للتحذيرات والإنذارات وصفارات الإنذار، وعدم الاقتراب من لاقطات الهواء أو أجسام معدنية مخافة الإصابة بصعقة برق.