اختارت الصحافة الجزائرية سبيلا آخر لاستهداف المملكة باتهامات وادعاءات مغرضة؛ فلم تجد، هذه المرة، سوى نسب تصريحات مفبركة ووهمية إلى مقربين من القصر الملكي، بربط فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس، بمطالب حزب الأصالة والمعاصرة التي رفعها من أجل "تقنين زراعة الكيف". ونقلت صحيفة "الشروق"، المقربة من دواليب النظام في الجزائر، عن المستشار الملكي، معتبرة إياه "منتميا إلى حزب الأصالة والمعاصرة" قوله: "في حال فوز حزب البام بالانتخابات المقبلة، في أكتوبر المقبل، ووصوله إلى رئاسة الحكومة، سيعمل على إخراج قانون يقضي بالعفو العام عن كل مزارعي الكيف"، وأضافت الصحيفة نقلا عن الهمة أن "الحزب سيعمل على تقنين هذه الزراعة واستغلالها في الطب والصيدلة؛ على غرار العديد من دول أمريكا اللاتينية". واستغلت الصحيفة تصريحات امحمد لقماني، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال ندوة فكرية انعقدت مؤخرا، أكد فيها "التزام حزبه بإعداد قانون يقضي بالعفو الشامل عن مزارعي القنب الهندي ورفع "الملاحقة القضائية" عن أكثر من 45 ألف مزارع للكيف هارب من الملاحقة القضائية في الجبال والغابات وبدون أوراق الهوية"؛ من أجل إقحام المستشار الملكي في القضية وتوجيه اتهامات إلى المملكة بكونها أكبر مصدر للمخدرات في المنطقة. المقال، الذي عنونته "الشروق" ب"المغرب يعفو عن 45 ألف مزارع للحشيش"، تضمّن تصريحات مباشرة للمستشار الملكي، والذي منحته الصحيفة صفة ناطق باسم "حزب الجرار"، حيث نسبت إليه الصحيفة كلاما يفيد ب"تلقي حزبه بعض العروض من شركات أوروبية من أجل استغلال هذه النبتة في الطب والصيدلة ببلاده". وتابعت عن المصدر ذاته نفيه أن "يكون حزبه يستغل المناطق الشمالية في هذا الموضوع، الذي سبق أن طرحه الباب منذ أشهر، مع اقتراب الانتخابات التشريعية"، يورد المقال. وإلى استحضار مستشار الملك، الذي ظلّ اسمه مرتبطا بتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة؛ اتهمت "الشروق" المملكة ب"التناقض في مواقفها إزاء ملف تقنين المخدرات"، معتبرة في ديباجة مقالها أن "التقرير السنوي للأمم المتحدة حول تجارة المخدرات يكذب مزاعم الحكومة المغربية بشأنها سعيها محاربة زراعة القنب الهندي بتقديم أرقام تفيد ذلك". ووصف المنبر الجزائري المغرب بأنه " أكبر منتج في العالم للقنب الهندي، متبوعا بكل من أفغانستان ولبنان والهند ثم باكستان"، وفقا لإحصائيات نسبها إلى تقرير لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مقدما أرقاما حول ما اعتبره "خطرا قادما من جارتها الغربية" صادرة عن الديوان الوطني الجزائري لمكافحة المخدرات والإدمان. * صحافي متدرّب