تمكنت قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، اليوم الخميس، من السيطرة على قصور الضيافة الرئاسية والفندق المتاخم لها، بمدينة سرت وسط البلاد، وذلك غداة تحقيقها تقدم كبير تمثل في استعادتها عدة مقار أبرزها مجمع "واغادوغو" الواقع في قلب المدينة والذي يعد مقر القيادة لتنظيم "داعش" فيها. وقال محمد الغصري المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسي للأناضول إن "العملية العسكرية انطلقت ظهر اليوم بعد ورود معلومات تفيد بضعف وجود مقاتلي داعش في مبنى الفندق الرئاسي المتاخم للقصور مما عجل بالسيطرة عليه خلال أقل من ساعة". وأضاف الغصري أن "سرعة سقوط معقل كانت تعول عليه داعش كثيراً شجع القوات على المضي في العملية لتسيطر في وقت قصير على القصور الرئاسية أيضاً"، لافتاً إلى أن وجود التنظيم كان ضعيفاً في الموقعين. وأشار إلى أن فرق الهندسة العسكرية التي بدأت في تمشيط الموقعين كشفت عن وجود جثث 12 مقاتلاً لداعش، فيما فرّ ما يقارب ال20 إلى الأحياء السكنية المجاورة، متابعا بالقول: "لقد تأكد لنا أن التنظيم فقد أغلب مقاتليه لكنه يعول الآن على الاحتماء بمساكن المدنيين التي ننتظر تأكيدات بخلوها من ساكنيها قبل بدء عملية السيطرة عليها". ونعتبر منطقة قصور الضيافة الرئاسية المتاخمة للميناء، من أهم المناطق التي يتحصن داخلها مسلحو "داعش"، وتتوزع على مساحة كبيرة تضمّ عدداً من المقار التي أنشئت في عهد النظام السابق لاستقبال الوفود الرئاسية. وأمس الأربعاء، حققت قوات "البنيان المرصوص" تقدماً كبيراً في سرت باستعادتها أكثر من مقر أبرزها مجمع قاعات "واغادوغو" الواقع في قلب المدينة والذي يعد مقر القيادة لتنظيم "داعش" فيها، ومستشفى "ابن سينا" القريب من المجمع ومصرف متاخما له. انطلقت عملية "البنيان المرصوص" في مايو الماضي؛ بهدف إنهاء سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة سرت (شرق العاصمة طرابلس)، عبر 3 محاور هي (أجدابيا–سرت)، و(الجفرة–سرت)، و(مصراتة–سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد. وسيطر التنظيم على مدينة سرت (450 كم شرق طرابلس) في مايو 2015، قبل طرده مؤخراً من عدد من المواقع في المدينة.