أعلنت الغرفة الإعلامية لعملية "البنيان المرصوص"، التي أطلقتها حكومة الوفاق الليبية لاستعادة مدينة "سرت" من قبضة تنظيم "داعش"، في ساعة متأخرة من مساء السبت، بدء العد التنازلي للمرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية ضد بقايا التنظيم في المدينة. وقالت الغرفة في بيان لها إن هناك اجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادًا للمعارك "الأخيرة والحاسمة لاجتثاث" تنظيم "داعش" من المدينة الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس، دون توضيح معالم المرحلة ومدتها. وأضافت الغرفة أن "قوات الدعم الدولي لعملية البنيان المرصوص شنت مساء السبت، أربع غارات على مواقع للتنظيم وسط المدينة". وأسفرت الغارات- بحسب المصدر نفسه- عن تدمير موقع تتمركز به مجموعة من عناصر "داعش" والقناصة قرب مصرف "الوحدة" شرقي سرت، واستهدفت كذلك تمركزًا لقناصة تابعين للتنظيم في محيط قصور الضيافة، إضافة إلى تدمير آلية مسلحة ثقيلة شرق حي الدولار والتي أدت إلى مقتل مجموعة من عناصر التنظيم. في سياق متصل، نشرت الغرفة في ساعة متأخرة من مساء السبت صورًا تظهر جانبًا من الدوريات العسكرية لعملية البنيان المرصوص التي تقوم بتأمين الوديان والمناطق الصحراوية جنوب مدينة سرت. وفي تصريح للأناضول، قال عضو الغرفة، أحمد هدية، إن الغارات الجوية التي نفذت اليوم تدخلًا في إطار التجهيز لمعركة "قوية" و تقدم "كاسح" لقوات البنيان المرصوص على الأرض، لافتًا إلى أن عناصر التنظيم دخلت في حالة من "الانكماش" لتجنب القصف الجوي الذي أصبح يتسم بالدقة. وأعلن رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السرّاج، الإثنين الماضي، استجابة واشنطن لطلبه البدء بشن غارات ضد مواقع لتنظيم "داعش" في سرت، وذلك ل"دفع الضّرر وحماية المدنيين"، وهو الأمر الذي أكدته وزارة الدفاع الأمريكية وأعلنت قيامها بعدة غارات في اليوم نفسه. وانطلقت عملية "البنيان المرصوص" في مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة "داعش"، على مدينة سرت (شرق العاصمة طرابلس)، عبر ثلاثة محاور هي (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد. وسيطر "داعش" على مدينة سرت في مايو2015 قبل طرده مؤخرًا من عدد من المواقع في المدينة.