تجمع العشرات من أنصار حزب تيار المحبة التونسي، وسط العاصمة، مطالبين رئيس البلاد الباجي قائد السبسي ب "الرحيل"، على خلفية ما اعتبروه تعيين رئيس حكومة "له صلة قرابة به". ورفع المتظاهرون خلال الوقفة الاحتجاجية شعارات من قبيل "السّبسي إرحل" و"تونس ليست مزرعة لأحد" و"لا للفساد والاستبداد". وقال محمد الصحبي، رئيس المكتب التنظيمي للتيار (حزب وسطي له مقعدين في البرلمان) "أردنا أن نقول لا لحكم العائلة ولا لرجوع الاستبداد وتونس ليست مزرعة لأحد .. نريد أن نذكر الجميع بثورة 2011 التي أطاحت بالحكم العائلي والفردي". وأضاف الصحبي للأناضول أن "الوقفة رمزية رافقتها احتجاجات أخرى في عدد من المناطق على غرار الرقاب، التابعة لولاية سيدي بوزيد (وسط) وسبيبة، التابعة لولاية القصرين (وسط غرب)، ولكنها جوبهت بقمع الشرطة". ولفت إلى أن "رئيس الحكومة الجديد يوسف الشاهد كان وزيرًا للشؤون المحلية في حكومة الصّيد (الحبيب الصّيد) التي اتهمت بالفشل وسحبت الثقة منها بالإجماع وبالتالي فهي فاشلة بجميع وزرائها ومن غير المعقول تعيين أحدهم في منصب رئيس حكومة". من جانبه قال أيمن الزواغي، القيادي بالحزب ذاته "سنواصل تحركاتنا الاحتجاجية وهذه أول قطرة من هيجان شعبي يقوده تيار المحبة"، مضيفًا أنه "يجب اجثتاث الفساد ولا بد من رحيل السبسي وأتباعه من سدة الحكم، فأكبر خطأ هو انتخابهم من قبل التونسيين". وتابع الزواغي للأناضول "يريدون إعادتنا من خلال تعيين أقربائهم إلى المنظومة السابقة، منظومة رجال الأعمال الفاسدين.. وتكليف الشاهد على رأس الحكومة الجديدة هو بمثابة بداية نظام دكتاتوري جديد يخدم به مصالح عائلة واحدة". وتزامنًا مع اقتراح اسم يوسف الشاهد (41 عامًا) وزير الشؤون المحلية في حكومة تصريف الأعمال بمنصب رئيس حكومة الوحدة الوطنيّة، اجتاح "هاشتاغ" "ولدك في دارك ونسيبك زادة" (ابنك في بيتك وصهرك أيضًا) مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب من خلالها رواد الأنترنت، السبسي بوضع حد لتدخل نجله حافظ، في الشأن السياسي وبعدم تعيين أي فرد من عائلته في مناصب حكومية. وفي تصريحات سابقة لوسائل إعلامية محلية، قال حافظ قائد السبسي، إن والده لم يعلق على هذه الحملة، معتبرًا أن "لغة العائلة في الحكم قد ولّت وانتهت بعد الثورة، وأنه يجب الحكم على الأشخاص بحسب عملهم واستعدادهم لخدمة تونس"، مضيفًا أن ما يربطه بالشاهد "علاقة سياسية لاغير"، وفق قوله. وفي تصريحات لصحفيين محليين أكد السبسي قبل أيام أنه "لا قرابة تربطه بالشاهد،" مشيرًا إلى الصحفيين بالقول "أنتم أقرب له مني"، مبينًا أن اختياره للشاهد جاء على خلفية كونه "شابا طموحا يمكنه تقديم الإضافة". وتعيش الساحة السياسية في تونس هذه الأيام على وقع مشاورات لتشكيل حكومة جديدة بعد أن تم منذ أيام تكليف يوسف الشاهد بترأسها. وكلّف الرئيس السبسي، الأربعاء الماضي، وزير التنمية المحلية في حكومة تصريف الأعمال، القيادي في "نداء تونس" يوسف الشاهد، بتشكيل حكومة وحدة وطنية اقترحها الأول، في يونيو الماضي، "للقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية لإيجاد مخرج للأزمة في البلاد". * وكالة أنباء الأناضول