انطلقت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، اجتماعات وزراء الخارجية العرب، المحضرة لمؤتمر القمة العربية على مستوى الرؤساء المقرر أن تعقد بداية الأسبوع. وجرى اجتماع وزراء الخارجية العرب، وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط المركز الدولي للمؤتمرات حيث تعقد القمة، إضافة إلى تعزيزات مشددة في محيط الفنادق والإقامات المخصصة لضيوف القمة. وتصدرت الأزمتان السورية والليبية، نقاشات وزراء الخارجية العرب، فيما أكدت مصادر من داخل الاجتماع "أن نقاشًا قويًا سبق الاجتماع بشأن مقعد سوريا، حيث طلبت بعض الدول منحه لائتلاف المعارضة، بينما رفضت الغالبية ذلك مع إبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية". وبحسب المصدر ذاته فقد بقي المقعد السوري شاغرًا، ورغم ذلك وضعت عليه اللجنة المنظمة جدول أعمال الجلسة، وكذا الوثائق التي سيتم نقاشها خلالها الاجتماعات. وكان وزراء الخارجية العرب قد اتخذوا قرارًا في شهر نونبر2011 بتجميد عضوية سوريا، وذلك "بسبب ممارسات النظام السوري بحق الشعب". وقال وزير الخارجية الموريتاني إسلك ولد إزيد بيه، في افتتاح الاجتماع، إن قمة نواكشوط ستشكل مرحلة جديدة من التعاون العربي المشترك، داعيًا الدول العربية إلى تعزيز تعاونها مع دول الجوار العربي، وتنشيط التعاون مع التجمعات الإقليمية والدولية. وكان محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، قد قال في تصريحات صحفية مساء أمس الجمعة، إن الملفات الاقتصادية ستحضر بقوة في قمة القادة العرب. وذكر المسؤول بالجامعة العربية أن من بين الملفات الاقتصادية المقرر نقاشها بالقمة، مبادرة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الخاصة برصد ملياري دولار لتمويل مشاريع القطاع الخاص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومشروع الربط البحري بين الدول العربية لدعم التجارة البينية، بالإضافة لمبادرة الرئيس السوداني بشأن الاستثمار الزراعي. وفي وقت سابق أصدرت لجنة وزارية عربية رباعية مكونة من الإمارات العربية، البحرين، السعودية، مصر، بيانًا عقب اجتماع لها بنواكشوط، أكدت فيه رصد تصعيد إيراني وصفته بالكبير والخطير بشأن ما سمته تدخل طهران في الشؤون العربية. وتحدث البيان عما سماه تزايد حدة التصريحات "العدائية والتحريضية والاستفزازية" الصادرة من المسؤولين الإيرانيين إزاء الدول العربية. وآلت رئاسة القمة المقبلة إلى موريتانيا، التي تستضيفها في 25 يوليوز الجاري لأول مرة منذ انضمامها للجامعة العربية قبل أكثر من 40 عامًا، بعد اعتذار المغرب في فبراير عن استضافتها في أبريل الماضي، بمدينة مراكش. وتشهد المنطقة العربية نزاعات متعددة في اليمن، والعراق، وليبيا، وسوريا، والتي أدت، حسب مراقبين، إلى تنامي نشاطات جماعات مسلحة عديدة، أبرزها تنظيمي "القاعدة" وداعش" الإرهابيين، إلى جانب جماعات أخرى تحمل أفكارهما.