قالت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية إن مجلس التعاون الخليجي يشهد تحولا ليكون ناديا يضم الممالك العربية بعد إعلان ترحيبه بضم الأردن والمغرب للمجلس، وهى الخطوة التي من شأنها أن تعزز القدرة السياسية والاقتصادية لزعماء البلدين لدرء أي تحد شعبي. وتشير الفايننشيال تايمز إلى أن الممالك الخليجية تأكدت أن الولاياتالمتحدة حليف لا يعول عليه، خاصة مع تخليها عن الرئيس مبارك حليفها الأقوى في الشرق الأوسط وانتقادها التدخل الخليجي في الشأن البحريني، رغم إصرار الرياض على أن هناك حاجة لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة. وفى إعلان مفاجئ الثلاثاء، الماضي قالت دول المجلس الست المنتجة للنفط إنها ترحب بطلب المملكتين الهاشمية والعلوية، رغم القواسم القليلة المشتركة بين البلدين الفقيرين والأعضاء الستة الخليجيين. وتلفت الصحيفة إلى أن المجلس الذي تأسس عام 1981 كتحالف بين الملكيات النفطية "السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان" لمواجهة الجمهورية الإسلامية الشيعية في إيران لم يحقق سوى نجاح جزئي في التكامل الاقتصادي بسبب الصراعات والانقسامات السياسية بين أعضائه، وهو ما يشير إلى أن طلب الأردن والمغرب الانضمام ليس أكثر من محاولة للبقاء. ورغم أن الربيع العربي أثبت أن الجمهوريات التي يهيمن عليها حكم الأسرة أكثر عرضة للثورات الشعبية، إلا أن ممالك مجلس التعاون الخليجي جمعت صفوفها لحماية الأعضاء من التغييرات التي تجتاح المنطقة حتى أنها أرسلت قوات إلى البحرين لدعم الأسرة السنية الحاكمة ومساعدتها على سحق انتفاضة الشيعة. ويقول دبلوماسيون إن دول مجلس التعاون الخليجى تبعث رسائل باستمرار تؤكد أنها لن تسمح بسقوط أحد أسرها الحاكمة وأن إيران، التي تعد أكبر تهديد إقليمي للمنطقة، لن تستفيد من الاضطرابات الناشبة.. وقد رحب وزير خارجية البحرين خالد الخليفة على صفحته بموقع تويتر بانضمام المغرب والأردن للمجلس، مؤكدا أن في ذلك مصلحة حيوية للجميع. ومن جانبه يرى مصطفى حمارنة، محلل سياسى أردني، أن انضمام بلاده لمجلس دول التعاون الخليجي سيعزز المملكة الأردنية، لكنه يمثل نكثة للجماعات الساعية للإصلاح.. كما أعرب إدريس بن على، ناشط سياسي مغربي، عن قلقه من الدوافع السياسية للانضمام، والتي قد تهدف إلى وقف التحرك المغربي نحو تأسيس ملكية ديمقراطية برلمانية. وتختم الفايننشيال تايمز بقول الكاتب السعودي، حسن المصطفى، الذي وصف الخطوة بأنها محاولة لإعادة تشكيل التحالفات بالمنطقة بعد الإطاحة بنظام مبارك وميل السياسات الخارجية المصرية الجديدة لفتح قنوات دبلوماسية مع إيران.