أجواء احتفالية غير اعتيادية، يشهدها منزل الفلسطيني أسامة عثمان في مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، احتفالا بتفوق بناته الثلاثة وهن توأم ثلاثي، في امتحان الثانوية العامة، المؤهل للجامعة. ارتفعت أصوات الزغاريد، وسادت أجواء الفرح الممزوجة بالغناء، وقصد البيت الأقارب والأصدقاء والجيران لتقديم التهاني، بحصول "إسراء" على 96.8% في الفرع الصناعي (يؤهل للهندسة بفروعها)، و"آلاء" 95.1%، و"ضحى" 94.8% وكليهما بالفرع العلمي (يؤهل للكليات العلمية كالطب والصيدلة). "عثمان"، والد البنات، يقول لمراسل الأناضول، بينما يستقبل المهنئين: "اليوم هو يوم العمر، فرحة لا توصف، عشنا أياما أكثر من صعبة لتوفير الأجواء الدراسية المناسبة لثلاث طالبات كثيرات الحديث واللهو معا". ويضيف: "كنا نجبرهن على الدراسة منعزلات، لكن ما يلبثن إلا العودة سريعا للدراسة معا في ذات الغرفة،.. كن كثيرات الحديث عن مستقبلهن والأيام المقبلة.. الحمد لله على نعمته، فرحتنا اليوم مضاعفة ثلاث مرات". ويطمح الأخوات الثلاثة بالالتحاق بالجامعات التركية، بحسب والدهن، الذي يقول إن له ابن وبنت يتلقيان تعليمهما الجامعي في الجامعات التركية. وعن تفوقهن تقول "آلاء" لمرسل الأناضول: "كنا لا نكثر الدراسة (المذاكرة)، نحو 5 ساعات يوميا فقط نمضيها فيها، ولكن كنا نكثر الحديث والنقاش حول المواد والدروس، .. تعاوننا كان سبب تفوقنا". ولم تحسم "آلاء" بعد التخصص الذي تنوي دراسته، لكنها تقول: "الباب الآن مفتوح أمامي". تقاطعها شقيقتها ضحى قائلة: "تجَمّعُنا وتعاوننا معا سر التفوق، كنا دوما نتناقش وندرس المواد معا، لم تعرف أي منا الدراسة منعزلة". وتضيف لمراسل الأناضول: "أنوي دراسة طب الأسنان، الآن موعد فرقتنا عن بعضنا البعض بالدراسة فقط". أما "إسراء" والحاصة على المرتبة الأولى بالفرع الصناعي على محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية، فقد حسمت أمرها واختارت دراسة الهندسة. وتقول لمراسل الأناضول: "منذ أن كنا صغار لم نفترق، نساعد بعضنا البعض، كل منا له طريقته ولكننا بالنهاية كنا نتفق على نتيجة واحدة بعد دراستها". وتضيف: "نحمد الله منذ طفولتنا ونحن متفوقات، يعود الفضل لله وللعائلة التي صبرت وسهرت أكثر مما صبرنا وتعبنا على أنفسنا، وأوكد أن نجاحنا سببه التعاون فيما بيننا". "إسراء" تستذكر أوقات الدراسة قائلة: "ندرس معا، ثم نجلس نتحدث عن حياتنا المستقبلية عن الحياة اليومية، طموحنا أحلامنا، ثم نستذكر أننا طالبات بالثانوية العامة نعود للدراسة بجد، ثم نعيد الكرة من جديد، هذا شكل هاجس وخوف لعائلتنا، لكن الحمد لله نحن هنا اليوم".