حظيت بعض المواضيع خلال الآونة الأخيرة باهتمام الرأي العام في المغرب، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، واختلفت مواقف رواد هذه المواقع بين الرفض والتأييد، فيما كانت أبرزها استيراد المغرب لما يفوق 2500 طن من النفايات الإيطالية. "نفايات الحيطي"، كما يحلو لعدد من منتقدي هذه الخطوة وصفها، حظيت باهتمام بالغ من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك" الأكثر زيارة بالمغرب، و"تويتر"؛ حيث أطلق "هاشتاغ" بعنوان "المغرب ماشي مزبلة"، بالإضافة إلى عدد من "علامات المربع" الأخرى، والتي همت الوزيرة الحركية واتهمتها بتلويث سماء المملكة. "الثورة الرقمية الغاضبة" التي عرفتها مواقع التواصل الاجتماعي كان لها أثر بالغ في تطور تداعيات هذه القضية التي دخلت قبة البرلمان لأول مرة خلال هذا الأسبوع، ما جعل وزير الداخلية محمد حصاد ينوب عن زميلته في الحكومة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، ليقول إن هذه النفايات غير مضرة وإن قرار الاستيراد تم وفق المعايير المعمول بها على الصعيد الدولي. ارتباطا بموضوع البيئة، أثار قرار الحكومة منع صنع وترويج واستعمال الأكياس البلاستيكية موجهة من ردود الفعل على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة وأنه دخل حيّز التنفيذ بداية من فاتح يوليوز رغم أن هذه الأكياس لا تزال متواجدة في عدد من أسواق المملكة. ورأى البعض أن الحكومة تسرعت في إقرار الحظر، بينما اعتقد آخرون بأن المغرب في حاجة إلى مثل هذه القرارات حفاظا على البيئة، لاسيما مع اقتراب موعد تنظيمه قمة المناخ العالمية "كوب 22" بمدينة مراكش في نونبر المقبل. قضية أخرى حظيت هي الأخرى باهتمام كبير، وهي قضية السيارات رباعية الدفع التي قام رئيس جهة درعة تافيلالت، الحبيب الشوباني، باقتنائها من ميزانية المجلس لصالح نوابه، في جهة تعتبر من أكثر الجهات فقرا بالمملكة، ما جر عليه انتقادات كثيرة، سواء من قبل معارضي حزب العدالة والتنمية، أو حتى من طرف أعضاء فيه. الانتقادات التي طالت الحبيب الشوباني وصل صداها إلى الأمين العام لحزب "المصباح"، عبد الإله بنكيران، الذي خرج في أحد الملتقيات الشبابية التي نظمها الحزب في مدينة سلا ليتساءل ما إذا كان من الضروري أن يؤشر الشوباني على قرار بشراء سيارات من طراز "توارك" من أجل نوابه، فيما خرج رئيس الجهة ليعلل هذا القرار بطبيعة التضاريس في المنطقة، وضرورة توفير هذا الطراز من السيارات من أجل أن يقوم أعضاء المجلس بمهامهم على أحسن وجه. إلى جانب ذلك، وارتباطا بحزب العدالة والتنمية دائما، كان نجاح سمية بنكيران، نجلة رئيس الحكومة، في مباراة توظيف بالأمانة العامة للحكومة كافيا لكي تكون في مرمى انتقادات كثيرة طالتها ووالدها، واعتبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك استعمالا للنفوذ من أجل تمهيد الطريق لها للظفر بهذا المنصب. في المقابل، رأى آخرون أن سمية تبقى مواطنة مغربية ومن حقها اجتياز المباريات في المؤسسات العمومية، كما استشهد البعض بعدم نجاحها في اجتياز إحدى المباريات في وزارة العدل والحريات كدليل على عدم تدخل رئيس الحكومة في هذه المسألة. نصيب من النقاش في العالم الافتراضي احتلته قضية تجهيز بيت عامل إقليمسيدي إفني، وذلك بعد أن أقدم على إعلان طلب عروض لتجهيز بيته الوظيفي ب360 مليون سنتيم، في واحد من أقاليم الجنوب المغربي الذي تعالت أصوات قبل سنة ونيف لتصنيفه إقليما منكوبا بسبب الفيضانات؛ حيث استنكر الكثيرون هذه الخطوة معتبرين أنها تدخل ضمن إهدار المال العام في منطقة من "المغرب العميق".