بعد أشهر من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الجزائر، ووعده جبهة البوليساريو بعقد مؤتمر للمانحين، أعلن حمدي بوخاري، ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالجزائر، تاريخ هذا المؤتمر، والذي من المنتظر أن يعقد بحلول الثاني عشر من شهر يوليوز المقبل في جنيف السويسرية. هذا المؤتمر يهدف، حسب المفوضية ذاتها، إلى "دعم المساعدات الإنسانية لساكنة مخيمات تندوف، بمساهمة مختلف الوكالات الأممية، وكذا توسيع مجال مانحي الأموال"، إذ قال بوخاري، حسبما كشفت وسائل إعلام جزائرية، إن "وثيقة تضم كل المساعدات الإنسانية سترسل إلى جميع البلدان على شكل نداء لدعوتها إلى المساهمة ماليا". وتعليقا على هذا الموضوع، يقول الخبير في القانون الدولي صبري الحو إن توقيت هذه المبادرة تم اختياره بعناية لكي يفي بعدد من الأهداف، موضحا أن كي مون "استهل الأمر بتعبيره عن المعاناة وعمرها الطويل وربطها بمدة النزاع، وحاول تعضيده بعدم قدرته على إكمال المعاينة بسبب شدة الاحتجاج عليه، وهو في ذلك يؤسس لطلب غوث المانحين"، حسب تعبيره. وبغض النظر عن غايات هذا الطلب، يقول صبري الحو في تصريح لهسبريس، فإن "الأمر يتعدى إعادة إعمار ما دمرته الفيضانات التي عرفها جنوبالجزائر، بما فيها تندوف، ويمتد إلى تحقيق هدف سياسي يتمثل في إثارة انتباه المجموعة الدولية والقوى المؤثرة فيها إلى النزاع، باستعمال قناع إنساني لدغدغة العواطف، ومحاولة إيجاد نوع من الضغط على طرفه المغربي"، حسب تعبيره، مضيفا: "ويؤكد ذلك وصف المغرب بالمحتل، أي بمثابة سبب تلك المعاناة، الذي عبر عنه الأمين العام خلال زيارته إلى المنطقة". وتابع المتحدث ذاته بأن كي مون "أصر على عقد مؤتمر المانحين قبل انتهاء ولايته، التي تنصرم بانتهاء دجنبر المقبل، وهو إصراره نفسه على إجراء الزيارة إلى المنطقة قبل أبريل، الموعد الدوري لدراسة الحالة في الصحراء بمجلس الأمن، والتي تخللها بتصريح وتصرفات تنم عن خروجه عن مبدأ الحياد"، مضيفا أن "الحرص بقناع إنساني -بدواعي الحاجة الماسة والمستعجلة إلى توفير المساعدات وإعادة تأهيل المخيمات- ينطوي على نوايا سياسية مرتبطة بتحقيق الأهداف الخفية وغير المعلنة في مسار إشراف الأممالمتحدة على النزاع، من أجل مزيد الضغط على المغرب، عن طريق تكثيف اللقاءات والزيارات في سبيل استصدار مزيد من التنازلات، وحتى يقبل مضطرا الحلول المعدة داخل مكاتب الأمانة العامة للأمم المتحدة، التي يعتبر بان كي مون الرأس الذي أشرف عليا"، حسب تعبيره. أما عن احتمال جمع عدد كبير من الهبات والتبرعات لفائدة المفوضية السامية للاجئين، فيرى صبري الحو أن هذا الاجتماع "قد يحقق مبتغى بان كي مون؛ بالنظر إلى ما أبداه للمجموعة الدولية من مزجه للإنساني بالسياسي، والذي أظهره خلال زيارته إلى المنطقة في مارس الماضي؛ إلا أن مجموعة من الدول، التي لها نصيب ودور كبير في تقديم المساعدات الإنسانية، انتبهت إلى الخطأ الفادح الذي سقط فيه، وهو ما جعلها تتعاطف مع المغرب، ومنها دول التعاون الخليجي وغيرها، بالإضافة إلى تحفظ الدول الأوروبية بعد اكتشاف المكتب الأوروبي لمحاربة الغش التلاعب بالمساعدات"، حسب تعبيره.