اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص، بمستجدات الوضعين الأمني والسياسي في تونس، وانقطاع مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر منذ أمس الأحد تفاديا لحدوث تكرار حالة غش في امتحانات الباكالوريا (الدورة الاستدراكية). ففي تونس تناولت الصحف المحلية مواضيع متفرقة تهم مستجدات الوضعين الأمني والسياسي. وفي هذا السياق وتحت عنوان "تحسبا لأي تهديد ارهابي: استنفار أمني شامل..ويقظة متواصلة على الحدود" ، كتبت صحيفة (الصباح) ، في صفحتها الوطنية، أن الأجهزة الأمنية والعسكرية "رفعت في الفترة الأخيرة من درجة الحذر والاستنفار الأمني بهدف تأمين الموسم السياحي، وتجنب حصول عمليات إرهابية تتزامن مع شهر رمضان، وتحسبا لتداعيات ما يجري في الجانب الليبي على تونس، خصوصا بعد هجوم قوات حكومة الوفاق الليبية على مدينة سرت معقل التنظيم الارهابي داعش". في سياق متصل ، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن مناطق ب"تطاون" و"بن قردان" الحدودية مع ليبيا ، شهدت "تعزيزات أمنية وعسكرية مشددة بعد ورود معلومة عن طريق امرأة بوجود عناصر إرهابية " في منطقة "الصمار" بتطاوين، مضيفة أن وحدات من الأمن والجيش والدرك نفذت حملات تمشيطية بهذه المناطق بحثا عن إرهابيين يحتمل أن يكونوا قد تسللوا إلى التراب التونسي. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني ، قوله في تصريح صحفي ، إن المجموعة الإرهابية التابعة لما يسمى "داعش" تخطط لتنفيذ عملية إرهابية ثانية ، ضد عدد من المناطق الحدودية لتعويض الخسارة التي لحقتها خلال محاولتها احتلال مدينة "بن قردان" قبل أربعة أشهر. ومن جهتها نقلت صحيفة (الصريح) عن المدير العام للأمن العمومي عمر مسعود ، قوله في تصريح صحفي، إنه تم "تجنيد 1500 رجل أمن وتركيز أكثر من 72 مركز أمن رملي لتأمين مقومات نجاح الموسم السياحي الحالي، وضمان عودة الحركة السياحية إلى سالف نشاطها"، مضيفا ، خلال زيارته إلى المحطة السياحية "ياسمين الحمامات" (60 كلم عن العاصمة) للاطلاع على إجراءات الأمن السياحي والتأمين الذاتي للمؤسسات السياحية ، أنه " تم اتخاذ احتياطات هامة لتأمين السياح والمصطافين التونسيين والتصدي لمختلف المظاهر المخلة بالأمن ومواصلة العمل بصفة يومية للتصدي لظاهرة الإرهاب في مختلف الجهات". وعلى المستوى السياسي، واصلت الصحف المحلية رصد مستجدات المشاورات المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية دعا إليها رئيس الجمهورية قبل أزيد من أسبوعين، مشيرة إلى الاستعداد الذي أبداه رئيس الحكومة للاستقالة - بعد رفضه لها في البداية- في حال توصلت المشاورات إلى تحقيق النتائج المرجوة منها. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (الصريح) أن إطالة أمد هذه المشاورات "في ظل الأوضاع المتردية التي تعيشها البلاد، سيبعث برسالة إحباط إضافية للشعب الذي يأمل في أن تأتي له الحكومة الجديدة بحلول عاجلة وناجعة لمشاكله وانشغالاته المتعددة، كما ستبعث أيضا برسائل سيئة للمستثمرين الأجانب والشركاء الاقتصاديين ووكالات السياحة في العالم...". وعلقت صحيفة (الشروق) في افتتاحية العدد أنه مع تقدم المشاورات الخاصة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية "تصر بعض الظواهر السلبية على الظهور ، وهي تشي بأن الكثير من ساستنا لم يدركوا بعد دقة وخطورة المرحلة..ولم يستوعبوا أن البلاد تقف أمام محطة مفصلية وتخوض معركة وجود بكل المعاني....". وفي الجزائر واصلت الصحف تناولها لتداعيات منع مواقع التواصل الاجتماعي تزامنا مع امتحانات الباكالوريا (الدورة الاستدراكية) ، بعد فضيحة تسريب الامتحانات خلال الدورة الأولى. فتحت عنوان "حجبت مواقع التواصل الاجتماعي عوض حماية المواضيع وكشف المتورطين" ، كتبت صحيفة (الخبر) أن الحكومة خاضت حربا "دونكيشوتية بامتياز في محاولتها القضاء على ظاهرة تسريب مواضيع امتحانات البكالوريا" (الدورة الاستدراكية) 2016، مضيفة أنه عوض "تشديد الحراسة على المواضيع تضمن فيها عدم تعرضها للتسريب سلطت عقوبة جماعية على الجزائريين، وذلك بعزلهم تماما عن العالم الخارجي، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي وتعرض العديد من المواقع الأخرى إلى التشويش". وأضافت أن الحكومة ممثلة في 4 وزارات أخطأت الهدف، حيث إن الآلاف من التلاميذ الممتحنين تمكنوا من الولوج إلى "الفايسبوك" بسهولة، وتناقلوا بينهم المواضيع وأجوبتها. وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول إن الحكومة خرقت بقطع الأنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي الإعلان العالمي المتعلق بحرية التعبير والأنترنت، الذي يعتبر أن " الحجب الإجباري لمواقع كاملة أو عناوين بروتوكول أنترنت، أو منافذ أو بروتوكولات شبكات، أو أنواع معينة من الاستخدامات مثل التواصل الاجتماعي، إجراء متطرفا يماثل في شدته حجب صحيفة أو مؤسسة بث". وكتب المحرر الصحفي في صحيفة (الشروق) تعليقا على هذه التدابير أن قطع الإنترنت ومنع آلاف المترشحين من الولوج إليه والإبحار فيه، " لم ينجح في وقف الغش واستئصال جذوره، فقد أشيع أن أسئلة صباح أمس تم تسويقها عبر النت المقطوعة والمقطعة إربا إربا حتى يتم حماية بقايا البكالوريا من مخاطر التسريبات وضمان الباقي المتبقي من مصداقيتها". وأضاف أن وزارة التربية بدل أن تتحمل مهامها ومسؤوليتها في طبع وتوزيع الأسئلة وحراسة المواضيع وقمع الغش والتسريب، فإنها " لجأت إلى محاولة توريط كل الحكومة في الفضيحة، أحيانا بممارسة التضليل والتغليط، وأحيانا بتضخيم تبعات الفضيحة وأهدافها...". في المقابل اعتبر أن "الحكاية أعمق من قطع الإنترنت، فهي قضية أخلاقية وقضية ضمير، ومن لا يخاف الله لا يمكنه أن يخشى لومة وزيرة التربية بن غبريط أو غيرها(...) الأكيد أن المؤسسات والشركات والإدارات التي أصبحت لا تتنفس إلا بالإنترنت، ستدفع الفاتورة غالية إلى غاية نهاية الأسبوع، فهل ستدفع بن غبريط ثمن الخسائر وتعوضهم بنتائج البكالوريا؟". صحيفة (الفجر) كتبت أن أزيد من نصف مليون تلميذ باشروا أمس أول يوم من امتحان البكالوريا الجزئية في ظروف استثنائية ميزتها "الحرب التي طالت الحكومة ونشطاء الفايسبوك بعد تطبيق لأول مرة قرار قطع الأنترنت على الهواتف النقالة وحجب مواقع التواصل الاجتماعي، " وهذا بعد أن هزم الفايسبوكيون كل إجراءات وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال من تفكيك الشفرة والولوج إلى الفيسبوك باستخدام عدة تطبيقات متاحة على الأنترنت انطلاقا من دول مجاورة وأجنبية، وهذا في الوقت الذي انتشرت بعض إشاعات لتسرب مواضيع التاريخ والجغرافيا مع تداول مواضيع من جديد على أنها مسربة". ونقلت الصحيفة عن وزيرة التربية الوطنية مطالبتها عبر صفحتها على الفايسبوك جميع الممتحنين إلى عدم تصفح شبكات التواصل الاجتماعي عشية الامتحانات، وقالت إن "مثل هذا التصرف يؤثر على نفسيتهم ويقلل من تركيزهم"، محذرة من عواقب الغش.