استقبل قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بسطات خلال الأسبوع الجاري 4 أشخاص أقدموا على محاولة الانتحار، وتم إنقاذهم من موت محقق؛ فيما وردت جثتان هامدتان لشخصين أقدما على الانتحار بطرق مختلفة ولأسباب مجهولة، فتحت بشأنها تحقيقات وأبحاث من قبل الضابطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفي تفاصيل الحالات المسجلة، أقدم أربعيني يوم الأربعاء الماضي على الانتحار برمي نفسه من علو يفوق 15 مترا، بمسقط رأسه بدوار الرواونة، التابع لجماعة بني يكرين، قيادة بني يكرين إقليمسطات؛ فيما أقدم شاب آخر في عقده الثالث على الانتحار يوم الجمعة الماضي شنقا بالقرب من منزل أسرته بدوار أولاد الشرقي، التابع لجماعة "الخزازرة ثلاثاء لولاد"، بدائرة ابن أحمد إقليمسطات. وفي السياق ذاته نجح الطاقم الطبي المداوم بقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بسطات، زوال يوم الأربعاء الماضي، في إنقاذ شاب من مدينة سطات وشابّة من مدينة برشيد، حاولا الانتحار عن طريق تناول سم يستعمل في القضاء على القوارض. كما نجح فريق طبي آخر بقسم المستعجلات بسطات في إنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر 27 سنة، بعد محاولة انتحار أقدم عليها بتناوله مبيد الفئران بمسقط رأسه بدوار الشرفاء التابع لجماعة الحوازة أولاد سعيدبإقليمسطات. واستقبل مستشفى الحسن الثاني الحالة السادسة اليوم الأحد، إذ تدخل طاقم طبي من أجل إنقاذ شابة في بداية عقدها الثالث، بعد محاولة انتحار أقدمت عليها بمسقط رأسها بحي ميمونة غرب مدينة سطات، بتناول كمية مهمة من الأدوية المختلفة. وفي السياق ذاته، دق حسن الإدريسي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسطات، ناقوس الخطر، في تصريح لهسبريس، داعيا الجهات المعنية إلى تتبع حالات المرضى النفسيين، والتدخّل من أجل التوعية والتحسيس للحد من هذه الظاهرة، في إطار عمل وقائي استباقي. وعلى المستوى الصحي دعا الإدريسي الوزارة إلى تحمّل مسؤولياتها وتوفير أطباء نفسيين في جميع المستشفيات، والتنسيق بين كل المتدخّلين، من سلطات وأهالي المرضى وفعاليات المجتمع المدني، مشيرا إلى النقص الحاصل على مستوى الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، "مثل مستشفى الرازي ببرشيد، الذي لا يلبي شروط التطبيب وحاجات المرضى في ظل الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية" يقول المتحدث. وأضاف حسن الإدريسي أن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسطات يتتبع ارتفاع عدد المقبلين على الانتحار بقلق بالغ، معتبرا أن الظاهرة غريبة عن المجتمع السطاتي، ورابطا إياها بعدم انخراط الضحايا في المجتمع، وعدم تمتّعهم بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.