في زقاق هادئ وسط مدينة الدارالبيضاء، تزين مطعم باللون الأبيض كما تتزين العروس ليلة زفافها .. والتأم عشاق ريال مدريد، صغارا وكبارا، قبل ساعات من موعد نهائي دوري أبطال أوروبا، وعينهم على "الأونديسيما" (الحادية عشر)، التي ترصع عرش "الملوك". منهم من يحتفظ بذكرى اللقب التاسع ل"الميرينغي"، حينما كان زين الدين زيدان لاعبا، مثل نائب رئيس جمعية "Peña Casa Madridista"، الذي أعد العدة للاحتفاء بالمناسبة، حاملا معه الطبل ومتغنيا بأهازيج "سانتياغو بيرنابو"، ومنهم من يعيش أول أفراحه البيضاء، في حقبة "زيزو" المدرب، مثل رانيا (9 سنوات). كانت أمسية مدريدية بامتياز في ميلان بين القطبين "الريال" و"الأتليتي"، لكن الأهم بالنسبة لأزيد من 450 شخصا حضروا إلى المطعم، مساء أمس، كان لحظة رفع العميد سيرخيو راموس للكأس "ذات الأذنين".. الشقراء الأوروبية التي غازلها المدريديون بعد أن ابتسمت لهم ضربات الجزاء، لتعم الفرحة ويكسر صخب "المدرديستا" صمت ليلة بيضاء. تحول المشهد إلى صورة أشبه بتلك التي تعيشها ساحة "سيبيليس" في مدريد، حيث يتجمع المتيمون بعشق الريال للتعبير عن الانتشاء بلقب ذي رمزية كبيرة.. فتبادل أعضاء "Peña Casa Madridista" التهاني، وذهب البعض منهم إلى جولة بالسيارات عبر شوارع الدارالبيضاء، رغبة منهم في تأريخ ليلة تحمل اللون نفسه. يرحل المدربون، يتعاقب اللاعبون، يتساقط الرؤساء كأوراق الخريف..لكن حب ريال مدريد يظل يتناقله جيل بعد جيل، ويورثه الأجداد للأحفاد..تاريخ كرة القدم لا يحتفظ إلا بالعظماء، والفريق "الملكي" جزء من هؤلاء..هكذا يردد عشاق الملكي في كل بقاع العالم، ومنهم المغاربة من عشاق الفريق الأبيض، الذين تصدح أصواتهم عند كل تتويج: "هلا مدريد". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com