اقتربت الصين من حل أزمة المرور الخانقة التي تعاني منها. الحل قد يبدو حلماً وأقرب إلى أفلام الخيال العلمي من الحقيقة، ولكنه بات في طور التفكير والتصنيع، متمثلا في حافلة من نوع فريد تسير فوق الشارع وتمر من تحتها السيارات. مع ارتفاع نسبة مالكي السيارات في الصين والتقديرات بانضمام نحو 20 مليون سائق جديد إلى شوارع الصين سنوياً، تزداد التخوفات من ارتفاع نسب التلوث الجوي في المدن الصينية بسبب عوادم السيارات إلى معدلات خطيرة. لذلك يعكف فريق علمي على إيجاد حلول لتقليل عدد السيارات على الشوارع عن طريق دعم وسائل النقل العام كالحافلات وقطارات المترو والترام. لكن هذه الوسائل تساهم أيضاً في ازدحام المرور، ذلك أنها تشغل أيضاً مساحة على الطرقات. لكن ماذا لو كانت الحافلة قادرة على نقل ألف شخص بين محطتين ولا تشغل أي مساحة تذكر على الشارع؟ يبدو ذلك ضرباً من الخيال، ولكن فريقاً علمياً صينياً قدم مشروعاً يحقق ذلك بالضبط في معرض التقنية المتقدمة التاسع عشر المقام في بكين. وكما يمكن رؤيته من مقطع الفيديو، تتلخص الفكرة – التي باتت مدن ضخمة مثل بكين تفكر فيها فعلياً – في حافلة تقع حوافها على جانبي الطريق وتتسع لنحو 1400 مسافر. هذا الاتساع يتيح للحافلة السير "فوق" السيارات المسافرة على الطريق دون أن يزعجها. يمكن لهذه الحافلة المستقبلية أن تسير بسرعة تصل إلى 64 كيلومتراً في الساعة على سكك مصممة لها خصيصاً على جانبي الشارع، وعلى ارتفاع نحو 2.2 متراً، ما يتيح لكافة أنواع المركبات بالمرور تحتها دون الارتطاح بأرضيتها. الأهم من ذلك أن هذه الحافلة ستسير بالطاقة الكهربائية وستوفر عمل 40 حافلة نقل عمومي، ما يعني تقليلاً في استخدام الوقود الأحفوري يقدر ب800 طن سنوياً وخفضاً لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2500 طن كل عام. وقال سونغ يوجو، رئيس القسم الهندسي للفريق الذي صمم الحافلة، لوكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا)، بأن تكلفة بناء هذه الحافلة ستكون أقل بكثير من بناء نظام لقطار الأنفاق (المترو)، ذلك أن الحافلة لا تتطلب حفر أنفاق تحت الأرض. لكن هذه الفكرة ليست بالرائدة، حسب موقع "تري هاغر" الإلكتروني المعني بشؤون البيئة، ذلك أن مهندسين معماريين هما كريغ هودجيتس وليستر ووكر، قاما بإنتاج تصميم مماثل عام 1969 كجزء من مقترح "مبهرج" لإعادة تصميم شبكة المواصلات في مدينة نيويوركالأمريكية. وطبقاً لوكالة "شينخوا"، فإن شركة صينية تدعى "ترانزيت إكسبلور باص" تقوم حالياً ببناء نسخة بالحجم الطبيعي من هذا الحافلة المستقبلية بمدينة تشانغجو وتطمح إلى تجربتها في شهر يوليو أو أغسطس. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية