لم تترك سميرة سيطايل، مديرة الأخبار في القناة الثانية، فرصة إلقائها محاضرة عن الإعلام بمدرسة "HEM" بالدار البيضاء، دون توجيه انتقادات لحزب العدالة والتنمية القائد للائتلاف الحكومي، والذي "يحاول التحكم عن طريق فرض إيديولوجيته على البرمجة التلفزية في القناة"، مشيرة إلى أنه "في حال تمت أدلجة برمجة القناة الثانية، فإن هذا الأمر يلقي بالقناة إلى الهاوية". وعلى الرغم من أن حبل الود قد انقطع منذ مدة بين رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وسميرة سيطايل، إلا أن هذه الأخيرة أكدت أنه لا وجود لمشكل مع بنكيران كرئيس للحكومة، "فنحن نحترم التعددية داخل جميع برامجنا، ورئيس الحكومة أخطأ عندما اتهم القناة بحرمانه من الحديث على شاشتها"، مواصلة أن احتجاج رئيس الحكومة كان حول اقتطاع جزء من كلمته التي مدتها 7 دقائق "وعندما نشتغل على الخطب الملكية لا أحد يكلمنا". وشددت مديرة الأخبار في القناة الثانية على أن نموذج قناة "بي بي سي" البريطانية هو أنجح نموذج، بالنسبة لها، في تدبير الشأن العمومي، على اعتبار أنه مسير بدفاتر تحملات توقع عليها ملكة بريطانيا، وذلك لتفادي تأثير الأحزاب المتعاقبة على الحكم، معتبرة أن "استقلال الإعلام لن يتم بدون ابتعاد الأحزاب عن التحكم فيه". ووصفت سيطايل القناة الثانية بأنها قناة لم تعد عمومية على اعتبار أن 95 في المائة من مداخيلها متأتية من الإشهار، "والدولة بموجب القانون يجب عليها أن تقدم الكثير من الموارد للقناة، لكن أغلب مداخيلنا هي من الإشهار"، مواصلة أن دفاتر التحملات التي وضعتها الحكومة تتطلب 250 مليار سنتيم من أجل تحقيقها. من جهة أخرى، تحاشت مديرة الأخبار في القناة الثانية كل الانتقادات التي تطال برمجة القناة الثانية، راسمة صورة تفاؤلية عن المراتب التي أصبحت تحتلها القناة على المستويين العالمي والمغاربي، مؤكدة أن 14 مليونا، من بين 17 مليون مشاهد مغربي، يشاهدون القناة الثانية. ودافعت مديرة الأخبار عن البرمجة في القناة الثانية، نافية أن يكون هناك أي تحكم في المشاهد عبر المواد التي تقدمها، معتبرة أن "المشاهد اليوم أصبح أكثر ذكاء من أن تتحكم فيه قناة، فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورا مهما في تحسيس المشاهد". وفي السياق ذاته، تساءلت سيطايل عن "رفض المغاربة للمسلسلات المدبلجة بالدارجة، في الوقت الذي يشاهدون فيه المسلسل نفسه مدبلج باللهجة اللبنانية والمصرية"، مؤكدة أن "المسلسل المدبلج يحقق كل مساء 7 ملايين مشاهد"، مضيفة أن القناة قدمت برامج يعتد بها ك"مباشرة معكم وبرنامج من القدس". مديرة الأخبار في القناة الثانية أشارت إلى أن أكثر ما يثير المغاربة هو الرياضة والمسلسلات المدبلجة التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة، وهي التي تمكن القناة من الحصول على الإشهار، وبالتالي "أداء أجور العاملين لديها، وأنا راتبي يتم دفعه من الإشهارات التي تحصل عليها القناة كما هو حال رواتب أغلب العاملين"، مشيرة إلى أن الأفلام المدبلجة رخيصة من حيث ثمن شرائها، وتحقق نسب مشاهدة جد مرتفعة مقارنة مع الأفلام الأمريكية. وتنصلت مديرة الأخبار من تبرير العجز الذي تعيشه القناة الثانية لتحقيق النجاح في برمجة شهر رمضان، مؤكدة "نبدل جهدنا لتقديم منتوج يليق بالمشاهد خلال رمضان، لكن هذا لا يمنع من الاعتراف أننا نحتاج إلى مضاعفة الجهود لتحسين البرمجة خلال هذه الفترة". وقالت سميرة سيطايل إن القناة الثانية احتلت المرتبة 30 من بين 1500 قناة على مستوى البحر الأبيض المتوسط، متقدمة القنوات العربية، كما أنها أصبحت اليوم تنافس 1400 قناة عبر العالم، باعتبارها القناة الأولى الأكثر مشاهدة من طرف الجالية المغربية في جميع دول العالم، محققة بذلك نسبة مشاهدة وصلت إلى 30 في المائة، وهي نسبة لم تحققها القنوات الأولى في جميع الدول العربية.