خرج من جديد عدد من سكان الحي السكني "القرية" بسيدي بنور في مسيرة احتجاجية إلى غاية مقر عمالة الإقليم، عشية اليوم الأربعاء، رافعين شعارات تطالب السلطات الإقليمية والجماعية بضرورة الوفاء بالوعود التي قطعوها في اجتماع سابق، والمرتبطة بتوفير النظافة، والسكن اللائق، والإنارة العمومية، وإنشاء دائرة أمنية، وتوفير طبيب بمستوصف الحي. وجاءت المسيرة الاحتجاجية استجابة لنداء وزّعه عدد من شباب الحي، يشيرون من خلاله إلى أنه بعد مرور ثمانية أيام عن اللقاء الذي جمع ممثلين عن سكان الحي بالكاتب العام لعمالة سيدي بنور، وقائد المنطقة، ورئيس المجلس البلدي، ومسؤولين أمنيين، "لم يتحققّ ولا مطلب واحد من مطالب الساكنة، سوى تخصيص وقت قصير للنظافة"، حسب لغة النداء. وأشار المحتجون إلى أنهم "سيوقفون الحوار الذي لا فائدة منه مع المسؤولين، وأنهم مستعدون لتنظيم مسيرات احتجاجية إلى أن تتحقق مطالبهم الاجتماعية"، مشيرين إلى أن "الغضب والسخط سيطرَا على ساكنة حي القرية، وأن السلطات تتحمل المسؤولية الكاملة جراء وعودها الكاذبة"، حسب تعبيرهم. وذكّر الغاضبون بما نوقش خلال لقائهم السابق مع المسؤولين، وأشاروا إلى أن الكاتب العام للعمالة وعدهم بإرسال لجنة المواكبة الاجتماعية في غضون 10 أيام، وتوفير طبيبة بمستوصف الحي خلال 48 ساعة الموالية للقاء، مقرا بأن المجلس الجماعي رصد 40 مليون سنتيم، وسيخصص 20 مليون سنتيم أخرى، لإحداث دائرة أمنية بالحي، مع التزامه ورئيس المجلس البلدي بعقد اجتماع مع المكتب الوطني للكهرباء لحل مشكل الإنارة العمومية، وتنظيم حملة نظافة عامة بالحي. وتزامنَ تواجدُ ساكنة "القرية" أمام عمالة سيدي بنور مع وصول مسيرة أخرى لبعض ساكنة دوار العبدي، ما جعل أعداد المحتجين تتجاوز 560 شخصا، حسب مصدر من السلطة المحلية؛ ما تسبب في إغلاق الشارع المحاذي لمقر العمالة، والتصعيد في حدة الشعارات المطالبة بالعيش الكريم وتحسين الأوضاع بالحيّين السكنيين، قبل أن يتم انتداب ممثلين عن المحتجين لعقد لقاء مع الكاتب العام للعمالة، ومسؤولين أمنيين، وآخرين من السلطة المحلية. محسن أضحى، أحد سكان حي القرية، وأحد المشاركين في اللقاء الذي جمع ممثلي المحتجين بالكاتب العام للعمالة والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، وعدد من المسؤولين الأمنيين، أشار، في تصريح لهسبريس، إلى أن "المعنيين بالأمر صُدموا بتجديد المسؤولين الوعود السابقة نفسها، ما اعتبرته الساكنة تماطلا واستغباء واستخفافا بمشاعرها"، حسب تعبيره، مؤكّدا أن المحتجين فقدوا الثقة في كل المسؤولين.