لا أَحد يعرف ما الذي وقع بالضبط، حتى قامت مواطنة تُدعى خولة، بنَطح مواطنة أخرى تُدعى دُنيا. قد تكون دنيا هي الظالمة حتى وإن تهافتت الإذاعات والمواقع على نشر صورتها، أو صوتها وهي في فراش الموت، وتهافت المحبون المقربون على تصيرها وهي بالفاصما على أنفها كي تستدر العطف والشفقة. خولة نكرة، قبل تلك النطحة التاريخية لا يعرفها أحد غير واليدها والمقربون منها، لكن دنيا أشهر من نار على علم، تظهر في إشهارات الإتصالات وبومبيرس والقهوه والسدادر ونيدو والخضر والفواكه وحبوب منع الحمل، وحبوب تشجيعه، وكل شيء يجب إشهاره، فدنيا تتكلف به، لتقول لنا بأنه جيد، ويجب علينا استعماله، ولو كان مباحا في البلد أن تشهر دنيا الخمر لظهرت تحمل قنينة جعة لتُقنعنا أنها مفيدة للبدن وللعقل. دون أن نتمكن من الإصغاء لرواية خولة، وإن أظهرها الإعلام بأنها امرأة ذات "رُوصِيّة" صلبة، تنطح بها المرء وترديه طريحا، فهي مواطنة مغربية أولا، من الواجب علينا أن نُصغي إليها، لنعرف ما الذي جعل أنثى تغضب لدرجة تنطح فيها ممثلة مغربية تظهر في إشهارات متحايلة، وتساهم بوجهها الذي يلبس 49، للنصب على المواطنين البسطاء. "الشعيبية" تُحدثنا عن مزايا منتوجات مغشوشة، وما علينا سوى أن نشتريها لكي نساهم في نفخ الحساب البنكي لدنيا وللشركة المستشهرة. من واجب الإعلام أن يُصغي للطرفين، أن يُصغي لدنيا المُعرّفة، وخولة النكرة، أن يمنحهما معا نفس المدة من الدفاع عن نفسهما، ثم يترك الكلمة للقاضي ليقول كلمته، لكن الإعلام للأسف، أعطى الفرصة لدنيا بوطازوت لتظهر بأنها مظلومة ومحكورة، وأن مواطنة اسمها خولة، قامت بنطحها بروصية لا علاقة لها برؤوس الإناث وتسببت لها في كسور، أجبرها ذلك لإجراء عمليات جراحية. ظهرت روايات عديدة تؤكد أن "دنيا" لم تحترم الصف، وأن هناك موظفون يتملقون للمشاهير، يأخذون منهم مالا، أو صورة منحازة، فيقومون بخدمة أصحاب المال والجاه والشهرة أولا، ثم بعد ذلك يخدمون المواطنين العاديين، الذين لا يملكون لا سلطة ولا مالا . ويمكنهم أن ينتظروا ليومين أو ثلاثة ليحصلوا على شهادة سكنى، أما دنيا ومن على شاكلتها ممن يدفع من وجهه وشهرته وجيبه، فإن بعض الدقائق كافية ليستصدر بطاقة وطنية تكلف غيره أسابيع وشهور من الإنتظار. معلقون ظرفاء، وكأنهم يريدون أن يُغَرّقوا خولة، التي سيقت نحو الكوميسارية لأنها دافعت عن واجب الجميع أن يقف في الصّف، قالوا بأنها تنتمي لتنظمي سرّي يُحارب "الرداءة في التلفاز المغربي، والظهور المفرط"، وأن أعضاء هذا التنظيم سوف ينطحون في الأيام المقبلة، كل المشاهير الذي لا يُضحكون أحدا، بل يَحضحكون على المشاهد، وقادتهم صدفة ما ليحتلوا قنواتنا ويُبطلوا صيامنا، خاصّة في شهر رمضان. وعلى كل حال لا يجب أن تمر هذه الحادثة التي تسببت في كسر أنف دنيا بوطازوت دون أن يستفيد منها الشعب المغربي، سواء كنت فنانا أو كنت مسؤولا سياسيا، فذلك لا يُخول لك أن تحتقر الذين سبقوك للصّف، بالعكس، يجب عليك أن تقدم نموذجا على أنك شخص مؤدب ومواطن صالح، وإلا أحشر سياستك وفنك وعلمك في مؤخرتك، إذا كنت لا تحترم بقية المواطنين البسطاء. فالفن في نهاية المطاف رسالة، وليس غاية تستغلها لتتجاوز الناس وتركب عليهم. لقد بحتث في المعاجم العربية عن معنى اسم خولة ووجدت بأنه اسم جميل يعبر عن "الغزالة والظبية"، وهو لا يعني مقدار العنف الذي صورته الصّحافة وهي تنقل صورة دنيا وهي ممدة بالفاصما، لكن كما استفاد الكثير من القُيّاد من واقعة قايد الدروة الغبي وسهام الذكية، التي يعرضها زوجها كطُعم لرجال السلطة من أجل بناء غرفة في السطح لأمه التي أنجبته. وتطورت الأحداث التي أدت لعزل القائد وسجن الزوج، وجعلت العديد من القياد الفاسدين، للتفكير ألف مرة قبل أن ينزعوا سراويلهم ويبقون بالشورط، يجب على المغاربة أن يستفيدوا أيضا من نطحة خولة للممثلة دنيا. جميع الشعوب قدمت ضحايا وشهداء لتتقدم، هناك من قدم نصف عمره في السجن من أجل فكرة. لذلك فإن "حادثة الروصية"، لا يجب أن تمر دون أن يستفيد منها الشعب المغربي. خولة ستُحاسب على تلك النّطحة، هذه مسألة مفروغ منها، هناك قانون، يجب أن يُطبّق على الجميع دون مراعاة لشهرتهم وظهورهم في إشهارات اتصالات المغرب. ثم إن هناك ضغط، لأن المنطوحة شخصية عمومية مشهورة. لكن خولة ستبقى بطلة في المخيال الشعبي، وسيأتي من ينصفها يوما، لأنها ساهمت بحريتها ورأسها في سبيل أن يُحترم الصّف. مع ذلك، يجب أن يستفيد الشعب المغربي من هذا الذي حدث. وهذه مقترحات لحملات لتوعية المواطنين بضروة احترام الصّف أثناء أداء فاتورة الماء أو الكهرباء، أو في الإدارات والمكاتب من المفروض حتى الإعلام الرسمي يساهم في توعية الناس من خلال هذه الحملات: * "شد الصف ولا نعيط على خولة" عبارة يجب أن تكتب في كل إدارة. * "تڭاد ولا نڭادك" وبجانبها صورة لخولة. * "دير الصف بحال خوتك ولا نطحك" تحت صورة للمنطوحة وهي ما تزال بالفاصما. *صورة دنيا وأسفلها عبارة" شتي لي ماشاد الصف أش كايوقع ليه". *كلنا خولة التي تنظم الصفوف. ثم لماذا لا تفكر الدولة في توظيف العديد من ال"خولات" في الإدارة المغربية، لامتصاص البطالة وتنظيم الصفوف وتأديب "الشعيبيات"؟ إننا شعب محظوظ جدا، نحصل على فرص جيدة للإقلاع "العقلي" والإقتصادي، لكننا لا نستغلها. [email protected]