في زيارة هامة وتحمل أبعادا إستراتيجية، توجهت إيزابيل كوغس، المسؤولة الأولى عن السجون الفرنسية، إلى كل من سجن سلا1 والسجن المحلي تولال2، أبرز السجون المحلية في المغرب التي تضم معتقلي "السلفية الجهادية"، بمن فيهم البلجيكي من أصل مغربي عبد القادر بليرج، المحكوم بالمؤبد في ملف تكوين خلية تحمل اسمه، وهي الزيارة التي أسفرت عن توقيع اتفاقية شراكة وتعاون مع المغرب. واحتضن مقر المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، صباح اليوم الجمعة بالرباط، مراسيم توقيع الاتفاقية مع مديرية إدارة السجون الفرنسية، والتي ترمي في الأساس إلى "منع أسباب انتشار التطرف بين نزلاء المؤسسات السجنية"، و"التكفل الطبي بهم"، و"تبادل الخبرات والتجارب في مجالات التكوين والتدبير وإعادة الإدماج". وأسفرت الاتفاقية التي وقعها المسؤول الأول عن السجون المغربية، محمد صالح التامك، بحضور نظيرته الفرنسية إيزابيل كوغس، عن تعيين لجنة متابعة مشتركة تجتمع سنويا؛ فيما أورد بلاغ للمندوبية العامة، توصلت به هسبريس، أن اتفاقية التفاهم والتعاون تهم "تطوير ودعم التعاون بين الجانبين على أساس برامج عمل ذات أهداف مشتركة". المصدر ذاته أكد أن الاتفاقية المغربية الفرنسية شملت أيضا دعم المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج من أجل تحديث هندسة المؤسسات السجنية، عبر التعاون التقني مع الوكالة العمومية لمباني العدالة الفرنسية، "وذلك بغية الاستفادة من خبرتها في برنامجها الخاص ببناء المؤسسات السجنية الجديدة". وبدأ الوفد الفرنسي الرسمي، الذي تترأسه إيزابيل كوغس، زيارته إلى المغرب منذ أول أمس الأربعاء، واستهلها بزيارة إلى السجن المحلي سلا 1، ثم السجن المحلي تولال 2 بمكناس، بغرض الاطلاع على طريقة عمل المؤسستين، إلى جانب تفقد برامج التكوين داخل المركز الوطني لتكوين الأطر بتيفلت، وهي الزيارة التي شملت جلسة مناقشة مع المندوب العام ومسؤولين بالمندوبية العامة، مع إلقاء عرض حول "تدبير المؤسسات السجنية" بالجامعة الدولية للرباط، أمام الفوج الأول من أطر المندوبية العامة، الذين يتابعون تكوينا في ماستر العلوم السجنية.