اختلطت تواريخ الأحداث على الحسين القاضي، عامل البناء الذي قدم من مدينة سيدي قاسم للعمل في ورش للبناء تابع لشركة في ملكية رجل أعمال يدعى الشرايبي، في منطقة دار بوعزة جنوب غرب مدينة الدارالبيضاء، بعد قضائه أزيد من شهرين في المستشفيات، بسبب إصابته بكسور في عموده الفقري وعنقه إثر حادثة شغل، قضى منها فترة قصيرة، بالنظر إلى خطورة حالته الصحية، في مصحة "نورو كلينيك" بحي "الوازيس"، بعدما استقدمه إليها صاحب الورش. حادثة شغل تتحول إلى كابوس يعود الحسين القاضي، الذي كان يشتغل بدون تغطية صحية أو اجتماعية، وفق إفادات أحد زملائه في الورش، أدلى بها لهسبريس، بذاكرته إلى شهر يناير الماضي، إذ كان يشتغل مياوما في ورش لبناء فيلا تابع لمقاول يدعى الشرايبي، في ظروف تنعدم فيها شروط السلامة، ليجد نفسه يتهاوى من الطابق الثاني إلى أرضية الطابق التحت أرضي للفيلا، وهي الرواية التي أكدها شهود عيان لهسبريس، أثناء تنقلها إلى مكان الورش بدار بوعزة. بعد سقوطه من أعلى البناية، غاب الحسين القاضي عن الوعي، قبل أن يستيقظ ليجد نفسه في غرفة العناية المركزة بمستشفى "نوروكلينيك" بالوازيس، الذي نقله إليه على وجه السرعة صاحب الورش، حيث قضى 22 يوما. تجاهل طبي بعد مرور المدة المذكورة، عمد الفريق الطبي بالمصحة إلى وقف علاج الضحية لمدة 3 أيام متتالية، وطلبوا منه مغادرة المكان، بسبب عدم توفره على الأموال الضرورية لمواصلة العلاج. وعن ذلك يقول الحسين القاضي: "بعد أن انتهى مبلغ 20 مليون سنتيم الذي وفره صاحب الورش للمصحة، لم يترددوا في وقف العلاج، وطلبوا مني البحث عن مستشفى بديل لمواصلة العلاج ليتم نقلي من طرف شقيقتي إلى مستشفى مولاي يوسف". بعد قضائه أزيد من 3 أسابيع في هذا المستشفى الحكومي، بدأت المشاكل الصحية والأعراض الجانبية تظهر على جسمه الهزيل، ليجد هذا العامل نفسه مصابا بتعفن جلدي جد متقدم على مستوى الحوض، وشلل نصفي يمنعه من الحركة، وحالة صحية جد متردية، بسبب ما يقول المعني بالأمر إنه "تجاهل كلي من الفريق الطبي بمستشفى مولاي يوسف المشرف على حالته الصحية"؛ مما تسبب له في سلخ جلدي على عمق 5 سنتيمترات، وتعفن إلى درجة تَكَوُّنِ "الدود" في جلد حوضه المتعفن، وفق إفادات المعني بالأمر وشقيقه ومجموعة من المحسنين. روائح كريهة الريحاني، أحد المحسنين الذين هبوا لمحاولة إنقاذ الحسين القاضي، حرص على جلب مجموعة من الأدوية لمساعدة هذا المريض على تنظيف جراحه المتعفنة والغائرة، بعدما عاين التجاهل الكلي الذي تعامل به حالته من طرف الطاقم الطبي، وتعمد تركه وحيدا في الغرفة رقم 11 في الطاقم الرابع بقسم الطب العام بمستشفى مولاي يوسف، المتواجد قرب عمالة أنفا ومسجد الحسن الثاني بشارع مولاي يوسف. هذا العامل، الذي فقد القدرة على الحركة بشكل شبه كامل، يتلقى أدوية بسيطة، عبارة عن مسكنات للألم، وعلاج موضعي للجروح الغائرة التي أصيب بها على مستوى حوضه ورجليه المنتفختين، مرة واحدة في اليوم؛ وأكد شقيقه أن الطاقم الطبي المعالج يتحاشى الولوج إلى غرفته، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من جراحه المتعفنة؛ وهو ما يزيد من تفاقم حالته الصحية. أحمد القاضي، شقيق العامل الضحية، أكد أنه فوجئ بالحالة المزرية التي وجد عليها الحسين، إذ إنه مصاب ب"تدود" وتعفن جلدي متقدم، ولا يخضع للرعاية الصحية التي تستوجبها مثل هذه الحالات، إلى درجة أن مجموعة من المحسنين هم الذين يوفرون له حاجاته من الحفاظات والأدوية التي من المفروض أن يوفرها المستشفى.