يُعْرَف عن الملك محمد السادس ولعه بالمتاحف والمآثر والساحات ذات العبق التاريخي، كما انجذابه نحو كل ما ينتمي إلى التراث العالمي، وهي المعالم التي ستجذب العاهل المغربي لدى زيارته الخاصة إلى العاصمة الهنغارية بودابست، والتي وصلها مساء الثلاثاء. ومثلما اختار العاهل المغربي الإقامة في فندق "الفصول الأربعة" في العاصمة التشيكية براغ، لكونه يطل على مناظر سياحية وتاريخية، خاصة نهر فلاتفا، وجسر تشارلز الشهير، وساحة المدينة القديمة، وساعتها التاريخية، فإنه آثر الإقامة أيضا في بودابست بأحد الفنادق الفخمة بالقرب من القصر الملكي، أو ما يعرف باسم قلعة بودا. ومن المرتقب أن يزور الجالس على عرش المملكة العديد من المعالم ذات الصبغة التاريخية والسياحية داخل العاصمة المجرية، خاصة حي القلعة في منطقة بودا، وقصر بودابست الملكي الذي يضم أكبر متاحف البلاد، علاوة على حمامات ومنتجعات تعود إلى العهد التركي. وكما حرص العاهل المغربي لدى زيارته الخاصة إلى دولة التشيك لملاقاة رئيسها ميلوش زيمان، لأول مرة منذ وصول الملك إلى سدة الحكم، حيث تباحثا بشأن العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، فإنه من المرتقب أيضا أن يلاقي الملك الرئيس المجري يانوش أدير، الذي انتخب رئيسا للبلاد في مايو 2012. وتعتبر بودابست التي يقضي فيها الملك بضعة أيام في عطلة خاصة، من أكثر عواصم العالم جمالا، حيث تتبوأ الرتبة الثامنة من بين الحواضر الكبرى في العالم، وذلك بفضل وجود عدد هام من معالم التراث العالمي، من بينها نهر الدانوب، وقلعة بودا، وميدان الأبطال، وشارع أندراسي. ويقيم الملك في مكان قريب من حي القلعة التاريخية، التي تعد أحد أقدم الأماكن في بوادبست، والتي تحمل بصمات تمزج بين التراث والحداثة، حيث إنه رغم عراقة بنائها الذي يعود إلى قرون خلت، لكن جمالها لم تنل منه نوائب الدهر، من زلازل وحروب عالمية.. ومن جهته يحتوي قصر بودابست الملكي متحفين من أهم المتاحف في البلاد، متحف التاريخ والمتحف الوطني، كما يحتوي القصر على مكتبة ضخمة تشتمل على العديد من المخطوطات، والكثير من المعروضات والمقتنيات التي تعود إلى العصور الوسطى، وأخرى إلى العهد العُثماني. وتعرف بودابست أيضا بضمها لحمامات فريدة من نوعها، بعضها مخصصة للاستشفاء من بعض الأمراض، إلى حد أنها ملقبة بمدينة منتجعات المياه المعدنية، والتي يعود أغلبها إلى القرن 16، ومن أشهرها حمامات "كيرالي" و"روداس" و"راسز"، فضلا عن حمامات حديثة، من قبيل حمامات "زيشيني" الباذخة، التي تقع في حديقة "سيتي بارك".