كشفت مراسلة داخلية من رئيس مصلحة الإنعاش والتخدير الجراحي والتخدير بالمركب الجراحي بمستشفى ابن سينا، إلى كل من المدير العام ووزارة الصحة، الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها أحد أكبر مستشفيات المملكة، والتي باتت تهدد سلامة المرضى. المراسلة الموقعة من طرف البروفسور فاروضي مامون، والموجهة إلى كل من المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا ووزير الصحة، طالبت بالتدخل العاجل للحد من "الوضع الكارثي" الذي تتخبط فيه إحدى المؤسسات الاستشفائية التابعة للمركز الجامعي ابن سينا، محذرة من ارتفاع عدد المصابين بالميكروبات نتيجة تسرب الروائح الكريهة والأوساخ من أنابيب قنوات الصرف الصحي والمجاري. وفي الوقت الذي نبهت المراسلة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها إلى أن هذه "المصلحة تستقطب مرضى ذوي جروح متعددة، وأغلبهم في حاجة إلى تنفس اصطناعي"، نبهت إلى "غياب تام لأبسط وسائل النظافة، كالصابون، والمناشف الورقية، والمستلزمات الطبية البسيطة المستعملة في الإنعاش والتخدير"، مسجلة وجود "أعطاب متكررة في مختلف الآليات والأجهزة الطبية". وبعدما أكدت المراسلة أن هناك "تدهورا في ظروف العمل بالمصلحة، وهو ما يشكل خطرا على المرضى"، علق حسن زروف، الكاتب العام للمكتب النقابي التابع للجامعة الوطنية لقطاع الصحة، بأن "هذه الأسباب هي التي جعلت الشغيلة الصحية تخوض وقفيتين احتجاجيتين أمام مقر مديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا". وقال زروف، في تصريح لهسبريس: "إن مراسلة البروفسور فاروضي تجسيد لشعار الوقفتين، والمتمثل في "أنقذوا المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا من السكتة القلبية المميتة""، موضحا أن "هذه المصلحة كسرت الصمت عن التواطؤ الذي تعرفه مختلف المصالح". وأضاف المسؤول النقابي: "هذه صرخة مسؤولة تحذر من السكتة القلبية الوشيكة، والانهيار التام للخدمات التي كان يقدمها المركز الاستشفائي"، محملا إدارة المستشفى المسؤولية المباشرة عنها، بسبب ما سماه "قراراتها وطريقة تدبيرها الإداري، وانشغالاتها البعيدة عن قطاع الصحة". وجدد زروف مطالبته وزير الصحة بالتدخل العاجل لإنقاذ المركز الاستشفائي ابن سينا من السكتة القلبية، ومحاسبة كل المتورطين وتقديمهم للعدالة، داعيا إلى التدخل العاجل لإنقاذ أرواح الناس ووقف نزيف الوفيات بسبب غياب أبسط المتطلبات والمستلزمات، وصيانة أخلاقيات المهنة وشرفها ونبل رسالتها.