في الوقت الذي كان يعتزم فيه ناشطون تنظيم مسيرة احتجاجية ضد ما سموه "غياب الأمن" في مدينة طنجة، غدا السبت، على خلفية مقتل بائع للمجوهرات داخل محله، قبل أيام قليلة، من طرف شابين صغيري السن، سارعت أسرة الفقيد، سعيد الغري، إلى رفض الزج باسمها في هذه المسيرة المرتقبة. وبعد أن شكرت أرملة وأبناء المرحوم سعيد الغري، جميع من شاطرها حزنها في مصابها الجلل، وتحتسب فقيدها شهيدا عند ربه، أكدت في المقابل أنها ترفض كل المحاولات التي ترمي إلى استغلال قضيتها سياسيا، خدمة لأجندات خاصة، أو تحقيقا لأغراض ومصالح ضيقة". وأبدت أسرة القتيل، ضمن بلاغ يحمل توقيع أرملته وأبنائه، رفضها لأية مسيرة احتجاجية تنظم باسم التعاطف معها في مصابها، وأن أي مسيرة أو تظاهرة أو وقفة أمام منزلها، وتنظم باسمها، لا علاقة لها بها، ولا بمصابها"، معلنة عدم مشاركتها أو دعوتها لأي شكل احتجاجي من هذا القبيل. وعزا مصدر قريب من العائلة، هذا الموقف إلى رغبة أسرة الفقيد في عدم التشهير بروحه أو جعلها عرضة لمزايدات خاصة من طرف جهات سياسية وجمعوية، مؤكدا أن الذين وقفوا إلى جانب العائلة هم من شاركوا في جنازته، وساروا في موكب تشييعه، وليس من انتظروا إشارات من بعض الجهات ليخرجوا في مسيرة احتجاجية. وحري بالذكر أن الهالك سعيد الغري كان قد تعرض لاعتداء أودى بحياته، مع سرقة محتويات محله من المجوهرات، وذلك قبل أن تتمكن مصالح الأمن في أقل من ثلاث ساعات من توقيف الجناة، وتقديمهم أمام العدالة لتقول كلمتها فيهم.