نظمت جمعية أسرة التعليم للتنمية المستدامة ومحاربة الهدر المدرسي، بشراكة مع المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، اليوم الخميس، حفلا ترفيهيا بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، لفائدة المرضى وذويهم. وبهذه المناسبة، قال كمال أحود، رئيس جمعية أسرة التعليم للتنمية المستدامة ومحاربة الهدر المدرسي، إن المبادرة تأتي في إطار مشروع مدرسة داخل المستشفى، الذي يسعى إلى أن تمر فترة التمريض التي يقضيها التلاميذ المصابون بأمراض السرطان في أحسن الظروف، مشيرا إلى أن دروسا للتقوية تقدم لهم طيلة فترة إقامتهم بالمشفى، إلى جانب دعم معنوي من خلال أنشطة متنوعة تساعد على التخفيف من آلامهم. وأضاف المتحدث أن الحفل المنظم تميز بلوحات فنية، وتخلله تكريم التلميذ زكريا التلموذي، الذي أصيب بمرض السرطان واجتاز الامتحان الاشهادي للمستوى الثانوي الإعدادي، وعرف أيضا سرد حكاية تجربة مريض تعافى من السرطان. عبد الواحد العوكاز، الذي أصيب بسرطان الحلق سنة 2004، يحكي لهسبريس قصة إصابته ومعاناته الطويلة مع العلاج بالإشعاع الكيماوي والتداوي بالأعشاب انتهت بشفائه، قائلا: "بدأت تجربتي مع مرض السرطان عندما أحسست بآلام حادة بأذني اليمنى، التي توقفت عن أداء وظيفتها قبل أن تعود مرة أخرى لحالتها الطبيعية". "الألم دفعني إلى زيارة طبيب عام، قدم لي وصفة استعملتها طيلة ثلاثة أشهر، دون أن أكتشف أنني مصاب بمرض السرطان، الشيء الذي تم بالدار البيضاء مع طبيب متخصص، ودون أن أعرف شخصيا أنني مصاب بالمرض، لأن أمي كتمت الأمر عني"، يسترسل العوكاز. "لم أكتشف ذلك إلا حين زرت طبيب أسنان، رغم أن مريضة كنت ألتقي بها خلال العلاج أخبرتني بأن كل من دخل هذا القسم يعاني من السرطان، ورغم ذلك لم أعر كلامها قيمة، لكن المفاجأة كانت حين صارحني الطبيب السابق ذكره، فشكل حينها الخبر صدمة كبيرة علي وعلى عائلتي وخاصة أمي، لكن إيماني الديني مكنني من تقبل المرض، فقررت تحديه"، يضيف المتحدث ذاته. هذا التحدي، يقول العوكاز والدموع تنهمر من عينيه، دفعه إلى استعمال الطب الحديث والشعبي، مستفيدا من تعيينه بمنطقة أسا الزاك، حيث لجأ إلى التداوي بالأعشاب الصحراوية، فشرب "بول الناقة" وأكل "العقاية" و"الترفاس" و"الخزامة" "ولم الغزال"، كما استنشق "العسل" الذي كان يهدأ من ألم الأنف. العوكاز يعتبر أن "المرض جبان، لذلك يختفي في جسمنا"، موردا أنه بعد شفائه من السرطان، بدأ مرحلة صعبة تمثلت في المضاعفات السلبية للعلاج الكيماوي وللتداوي بالأعشاب، لكن الآثار السلبية للأول أقوى من الثاني، مرجعا ذلك إلى غياب التوعية، حيث "كنت استحم كلما عدت من حصة كيماوية، دون أن أدرك أن ذلك سيؤدي إلى نتائج وخيمة، بسبب غياب التحسيس والتوعية بذلك من طرف المشرفين على العلاج الذي كنت أتلقاه بالدار البيضاء". وعن الهدف من وراء سرد قصته مع داء السرطان، قال العوكاز: "إن رغبتي الملحة في إقناع الناس بأن السرطان لا يعني الموت، جعلتني أتشجع لنشر تجربتي معه، لأن القاتل هو اليأس وعدم الثقة وفقدان الأمل في الشفاء، فالجزء الصعب أصبح من الذكريات والجزء الآخر أصبح من روتين حياتي، وكوني تعافيت حديثا من سرطان الحلقوم يعني أن لكل داء دواء، وأنني أحاول أن أعيش حياتي الطبيعية بالآثار المتبقية على جسدي من هذه التجربة".