قرر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، اليوم الأربعاء، توقيف خطيب مسجد حمزة بن عبد المطلب بحي سيدي موسى بمدينة سلا، الشيخ يحيى المدغري، على خلفية خطبة الجمعة الأخيرة التي أثارت جدلا، حيث تحدث فيها عن الزلزال الذي ضرب الشمال، وتطرق إلى معاصي بعض أهالي "ريافة". وأكد مصدر مطلع مقرب من الشيخ السلفي، في تصريح لهسبريس، أن وزارة الأوقاف أمرت بالفعل بتوقيف المدغري بشكل نهائي عن الخطابة بالمساجد"، مضيفا أن "الشيخ وجدها مناسبة لالتقاط الأنفاس والراحة، بسبب عاملي السن والصحة، وذلك بعد مسار دعوي حافل، اتسم بخطبه التي يلقيها أيام الجُمع. وأفاد المصدر ذاته بأن قرار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية توقيف الشيخ يحيى المدغري عن الخطابة في المساجد هو نهائي وليس مؤقتا، وجاء بعد مشاورات واجتماعات داخل الوزارة الوصية، وبعد لقاء للوزير التوفيق برئيس المجلس العلمي المحلي لسلا، محمد بوطربوش. وكانت خطبة المدغري حول زلزال الريف قد أثارت سجالا واسعا، حيث نُسب إليه قوله إن الزلازل التي وقعت عقوبة إلهية لأهل الريف، لما اقترفه بعضهم من منكرات وإغراق في المخدرات، قبل أن يوضح الخطيب أنه لم يقصد أهالي الريف، بل أباطرة المخدرات الذين ينشرون هذا السم بين شباب المغرب. وقابل كثير من الحقوقيين والسياسيين خطبة المدغري بالرفض العارم، باعتبار أنه اتهم أهالي منطقة معينة من المغرب باقتراف المعاصي، والتسبب في حدوث الزلازل، وبأن الهزات الأرضية هي عقوبة إلهية لهم، فيما اعتبر آخرون أن خطبة الشيخ تم تحويرها وتحريفها عن موضعها. ومن بين الدعاة الذين كانت لهم ردود فعل إزاء خطبة المدغري، الشيخ حسن الكتاني الذي وصف خطيب سلا بأنه رجل نصوح، وعالم فاضل، وداعية وقور بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن الذين يتبعون الشهوات حرفوا كلامه وشوهوه، ليصوروا للناس أنه يسب أهل بلده ويتشفى بمصابهم". وبالمقابل أورد الشيخ السلفي حماد القباج، أن الحكم بحدوث الزلزال على أنه عقاب إلهي ضد شخص معين، أو منطقة جغرافية محددة، أمر صعب الجزم به، وليس لدينا نص ديني يؤكد ذلك"، قبل أن يدعو إلى الوسط، ويؤكد أنه "لا داعي للصدام والصراع في مثل هذه المواضيع".