منذ تسليمه يوم 16 شتنبر الماضي، للسلطات المغربية قادما من سجن "غوانتانامو"، يستمر التأجيل في إحالة المعتقل المغربي، يونس الشقوري، على أنظار قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بسلا، حيث ينتظر أن يتم ذلك يوم الثلاثاء المقبل، فيما يرى دفاعه غياب أي مبرر لاعتبار المغرب الشقوري "خطرا". وأودع الشقوري بالسجن المحلي سلا2 الذي لا زال قابعا فيه، للاشتباه في تورطه في ارتكاب أفعال إرهابية، حيث قرر القضاء بعد 10 أيام من دخوله المغرب والاستماع إليه في إطار الاستنطاق التمهيدي، اتهامه ب"المس بأمن الدولة الداخلي"، في وقت يشدد دفاع الشقوري أن واشنطن سبق لها أن تنازلت رسميّاً عن متابعته وأسقطت جميع التهم الموجهة إليه. كلايف ستافورد سميث، مؤسس منظمة "ريبريف" الدولية والمحامي الأمريكي للشقوري، قال إن قرار مواصلة احتجاز يونس في السجن لفترة طويلة "بعد ما كان من المفترض أن يكون في المنزل مع عائلته، بدأ يؤثر على علاقات الرباط الدولية وعلى نطاق أوسع"، محيلا إلى تتبع ملف الشقوري من طرف الحكومة البريطانية. وتابع المتحدث، في تصريح لهسبريس، بأن لندن أعطت تعليماتٍ واضحة إلى السفارة البريطانية في المغرب لمتابعة ما يحدث عن كثب، مضيفا "نحن نعلم أيضاً أن سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي قد تلقى اتصالات في الأسابيع الأخيرة من قبل سياسيين فرنسيين وإسبانيين وإيطاليين، وطلبوا منه تفسيرا لاستمرار احتجاز يونس في السجن". وفيما اعتبر كلايف ستافورد أن التحرك المذكور يظهر "مدى جدية الحكومات الأجنبية في تتبع حالة يونس الشقوري"، ذكر بأن "المغرب قدم وعوداً بعدم بقاء يونس في السجن أكثر من 72 ساعة بعد إطلاق سراحه من كابوس غوانتنامو"، مضيفا: "مضى اليوم أزيد من أربعة أشهر على هذا الوعد الذي لم يتم الوفاء به". ويرى المحامي الأمريكي أن استمرار اعتقال الشقوري هو "تعسفي" وبات "قضية تقلق العديد من العواصم الأوروبية"، مشيرا إلى وجود ما وصفه ب"الاستياء الحقيقي" من لدن واشنطن "لعدم التزام الرباط والوفاء باتفاق على هذه الدرجة من الأهمية"، فيما قال إن اهتمام الحكومات الأوربية بالملف مغزاه "التأكد أن بوسعها الوثوق بالوعود الدبلوماسية للمغرب". وتحدث الناشط الحقوقي كيف أن الشقوري بات "المعتقل الوحيد الذي غادر غوانتانامو وبقي معتقلا في بلده"، مضيفا "أطلق سراح اثنين من موكلينا الآخرين، وكان من الرائع أن نرى كل منهما وقد اجتمع شمله على الفور مع أحبائه، وبدأ يعيد بناء حياته بعد كابوس اعتقال دام 14 عاما بدون تهمة أو محاكمة". وأضاف أن دولا مثل بريطانيا والكويت وغانا وموريتانيا وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والإمارات تسلمت معتقليها القادمين من معتقل القاعدة الكوبية التابعة لواشنطن، في الأشهر القليلة الماضية، "لقد رحبت بهم كما ترحب بالرجال الأحرار.. لكن المغرب يقف وحده لاعتقاده أن يونس مذنب أو خطير". ويرى مؤسس منظمة "ريبريف" الدولية أن موقف المغرب حيال الشقوري يجعل الرباط "تخاطر بأن تبدو كمن يصدق مزيجاً من الأكاذيب وسوء المعاملة والتجاوزات القضائية التي أصبح غوانتانامو رمزا لها في جميع أنحاء العالم"، ليطالب بالإفراج عن موكله بقوله: "دعوه يذهب إلى منزل أسرته وساعدوه على إعادة بناء الحياة التي سرقت منه من قبل حكومتي، وقفوا في رفض الظلم الذي أنزلته أمريكا بمواطن مغربي بريء".