أجل قاضي التحقيق في قضايا الإرهاب بمدينة سلا، اليوم الخميس النظر، حتى السادس من يناير، في قضية يونس الشقوري الذي رحلته الإدارة الأميركية منتصف شتنبر من غوانتانامو إلى المغرب بعدما أسقطت عنه التهم، إثر 13 عاما من السجن في معتقل غوانتنامو. وقال خليل الإدريسي عضو هيئة الدفاع عن الشقوري المعتقل منذ وصوله إلى المغرب أن "القاضي أجل مرة أخرى التحقيق مع موكلي حتى السادس من الشهر القادم بدون تقديم مبرر معقول"، وسبق للقاضي أن أرجأ في 22 أكتوبر التحقيق في قضية الشقوري حتى الرابع من نونبر. وأوضح الإدريسي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "قالوا إن القاضي مشغول لأنه في مهمة خارج المغرب"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن أن يؤجل قاضي التحقيق النظر في الملف لشهر كامل مرة أخرى وموكلي معتقل، لأنه بإمكانه متابعته في حالة سراح، وحينها يمكنه التأجيل كما شاء". وفي مراسلة حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية من منظمة "ريبريف" التي تدافع عن الشقوري شهد ثيموتي جونسون، أوضح محامي وزارة العدل الأمريكية أن الوزارة الأمريكية "سحبت جميع الأدلة المعتمدة لدى مثوله أمام القضاء والمتعلقة بانتمائه للمجموعة المسماة الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" والتي كانت سببا في ابقائه طيلة ذلك الوقت في غوانتانامو. وعلى إثر ذلك رحلت واشنطن الشقوري البالغ من العمر 47 عاما إلى المغرب في 16 شتنبر الماضي، وفي ال 20 من الشهر نفسه أعلنت الرباط وضعه قيد التوقيف الاحتياطي للتحقيق في "احتمال تورطه في أعمال إرهابية". وقالت نيويوك تايمز الشهر الماضي إن السلطات المغربية قدمت ضمانات للإدارة الأمريكية، لإطلاق سراح المغربي الذي قضى 13 عاما في غوانتانامو، بعد 72 ساعة من وصوله إلى المغرب، لكن مصطفى الرميد وزير العدل والحريات قال لفرانس برس في وقت سابق "صحيح أننا تفاوضنا مع واشنطن لترحيل الشقوري إلى المغرب، لكن لم نقدم ضمانات بتحريره في غضون 72 ساعة بعد وصوله" إلى المملكة. وقال كلايف ستافورد سميث، مدير منظمة ريبريف البريطانية التي تدافع عن معتقلي غوانتنامو ومحامي يونس الشقوري منذ عشر سنوات في تصريح لفرانس برس "عندما وعدني الأمريكيون بقرب انتهاء كابوس يونس في غوانتانامو، وبأن لديهم ضمانات قوية من الحكومة المغربية فرحنا كثيرا لذلك". وأضاف كلايف الموجود في العاصمة الرباط "أنا محبط لما يحصل للشقوري اليوم فهو يعيش من جديد تجربة غوانتانامو" موضحا "جئت من لندن للقاء وزير العدل والسفير الأمريكي والأهم من ذلك كله للقاء صديقي وموكلي يونس، لكن جميع الأبواب أوصدت في وجهي". واعتبر كلايف أن "نقض" الاتفاق بين واشطن والرباط "يوم خطير في تاريخ العلاقات الدولية" مضيفا "أنوي التحدث مباشرة إلى حكومتي في الولاياتالمتحدة، وغيرها من الحكومات في جميع أنحاء أوروبا، لتحذيرهم بأنهم لا يمكن منذ الآن وضع الثقة في مثل هذه الاتفاقات الدبلوماسية".