ألقى قرار وزيرة العدل الفرنسية، كريستيان توبيرا، بالاستقالة من منصبها احتجاجا على اقتراح الحكومة إسقاط الجنسية عن من يثبت تورطهم بقضايا إرهاب، بظلاله على المشهد المغربي، حيث طالب ناشطون وزراء الحكومة، التي يرأسها عبد الإله بنكيران، بالاقتداء بالوزيرة السمراء، والاستفادة من دروس استقالتها. واختار ناشطون مغاربة، من مختلف المجالات المعرفية والحقوقية، اللجوء إلى تدوينات دبجوها على "المارد الأزرق"، من أجل مطالبة وزراء بنكيران بالتأسي بوزيرة العدل توبيرا، "خاصة أن الكثير منهم سبق لهم أن هددوا بالاستقالة في كثير من الأحيان، دون أن يجرؤوا على ذلك"، يقول الناشطون. الشاعر والناقد محمد بودويك وجه خطابه إلى بنكيران و"إخوانه"، وإلى وزيرة "جوج فرانك"، في إشارة إلى شرفات أفيلال، وإلى وزيرة "22 ساعة عمل متواصلة"، حكيمة الحيطي، وقال: "خذوا درسكم من هذه العظيمة السمراء التي انتصرت لقيم ومبادئ العدل والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان". بودويك تابع حديثه إلى وزراء الحكومة: "اهجروا الفخامة، والوزارة، وعودوا أدراجكم على متون سياراتكم الأولى المتواضعة، أو دراجاتكم بعد أن هُزِمْتُمْ أمام جائحة الفساد، وسقطتم في امتحان توفير العيش الكريم لعموم الشعب، وآنذاك سنهتف من أعمق أعماقنا: بارك الله فيكم يا أهل التقوى والرشاد، وخدام الشعب الأمجاد". وكانت وزيرة العدل السابقة قد أعلنت عن قرار استقالتها، قبل أن تفاجئ الجميع بخروجها من مقر الحكومة الفرنسية وهي تمتطي دراجة هوائية، واضعة خوذة وقائية على رأسها، في تواضع اندهش له نشطاء مغاربة ألحوا على وزراء الحكومة بأن يقتدوا بسلوكها وتلقائيتها. من جهتها، قالت القيادية في الحزب الاشتراكي الموحد والناشطة الحقوقية، نعمية الكلاف، إن "السياسة مبادئ ومواقف شجاعة في البلدان التي تحترم نفسها، إلا في بلدي الحبيب، فإن السياسة نفاق وتملق للحاكم"، قبل أن تشيد بموقف توبيرا معتبرة أن "المقاومة تكون بالصمود أحيانا والرحيل أحيانا أخرى". الشاعرة المغربية صباح الدبي أشادت، بدورها، بموقف الوزيرة الفرنسية عند رفضها لقانون سحب الجنسية، وكتبت تقول إن "المبدأ هوية الإنسان وسر وجوده"، بينما أوردت كريمة زروق: "لو كان سياسيونا مثل توبيرا لأصبحنا فخورين بهم، لكن هيهات أن يفعلوا، فهم لن ينسحبوا حتى ينهبوا ما تبقى". وكانت كريستيان توبيرا، 63 عاما، قد استقالت في خضم عرض رئيس الوزراء، مانويل فالس، يوم الأربعاء الماضي، على النواب النص النهائي لمشروع إصلاح دستوري حول حالة الطوارئ وإسقاط الجنسية. ويحل محل توبيرا جان جاك أورفواس، المتخصص في شؤون الأمن والقريب من فالس.