بثقة ومهنية كبيرتين، يستقبل ممثلو التعاونيات المغربية المشاركة في المعرض الدولي "الأسبوع الأخضر" للفلاحة ببرلين، في نسخته ال81 ، زوار جناح المملكة الذي يشهد نشاطا ملحوظا منذ افتتاحه يوم الجمعة الماضي. ويتطلع المشاركون، الذين لا يدخرون جهدا في تقديم شروحات للزوار المهنيين والعاديين، عن منتوجاتهم ذات الجودة العالية ،رغم عائق اللغة التي تمكن بعضهم من تجاوزها، كما أنه في بعض الحالات لا يحتاج الزوار إلى هذا الشرح بفضل ما تتمتع به بعض المنتوجات من سمعة طيبة وصلت العالمية. وأجمع المشاركون، في تصريحات صحفية، على سعيهم إلى تثمين منتوجاتهم المحلية التي تجود بها الطبيعة المغربية، وتوفر مواصفات تنافسية للتسويق، وتحترم معايير الجودة التي تتطلبها السوق الدولية، من خلال الجهود التي بذلتها تعاونياتهم، بتشجيع وتأطير من وزارة الفلاحة والصيد البحري بدءا من الانتاج وصولا إلى العرض. وأبدى المشاركون عزمهم رفع تحدي المنافسة في برلين، حيث تحضر العديد من الدول المشاركة التي تقدم أجود ما لديها من منتوجات فلاحية طبيعية، وأخرى مصنعة، من خلال عقد لقاءات مباشرة مع المستهلكين من المواطنين الألمان والأوربيين، أو من خلال المسوقين. وأبرزت سكينة مول لبلاد ، من تعاونية "مول لبلاد الفلاحية والتنموية " بمنطقة زعير ، في تصريح لها أن تعاونيتها تشارك لأول مرة في معرض برلين بمنتوجات كالعدس والحمص، ومنتوجات مختلفة، وأخرى غير معتادة، كالكسكس المصنوع من العدس، الأصفر والأحمر، مشيرة إلى أن هذا النوع من الكسكس لقي رواجا غير متوقع. وأضافت أن رواق تعاونيتها يعرض للزوار أيضا الكسكس المصنوع من مادة الكينوا، الغنية بالبروتينات المفيدة للصحة، خاصة بالنسبة للذين يعانون من الكوليستيرول في الدم، ومرض القلب، مشيرة إلى أن هذه الأنواع من الكسكس، التي لقيت إقبالا من قبل الألمان، تعد على الطريقة المغربية العادية أو تستعمل لإعداد الشوربة. أما رشيد الضيف، رئيس تعاونية الرحامنة لإنتاج وتسويق الكمون البلدي بمدينة بنكرير، التي تشارك هي الأخرى لأول مرة في هذا الموعد الفلاحي العالمي، فأشار في تصريح مماثل إلى أن تعاونيته متخصصة في إنتاج وتسويق الكمون البلدي، الذي يعتبر مادة أساسية ليس فقط في المطبخ المغربي بل حتى المطبخ العالمي . وأبرز أن الكمون البلدي يتميز عن الكمون الذي يستورده المغرب، من بعض الدول كتركيا ومصر والهند وفي السابق سورية، بجودته العالية، مشيرا إلى أن الاستهلاك الوطني من هذه المادة تبلغ تقريبا 6600 طن في السنة يستورد منها 6000 طن فيما 600 طن إنتاج محلي . وأوضح أن أهداف التعاونية تكمن بالخصوص في توسيع والرفع من حجم الإنتاج الوطني من هذه المادة لتصل إلى المستهلك في جميع مناطق المغرب وأيضا المستهلك على الصعيد العالمي مبرزا أن المشاركة في المعرض تروم تحقيق هذه الأهداف والتعريف بالكمون البلدي المعروف بقيمته الغذائية وبمذاقه ورائحته المميزين. من جهته قال محمد رخيلة رئيس التعاونية الفلاحية زناتة بالمحمدية ، المتخصصة في عدد من المنتوجات الفلاحية من ضمنها الفلفل الحار (الهريسة المغربية) ، الخضراء والحمراء ، المعروض في رواق التعاونية بشكل مميز لإبراز علامته التجارية وكسب ثقة الزبائن. وأوضح أن التعاونية الفلاحية زناتة منذ تأسيسها سنة 2008 والتي تضم في عضويتها عدد هام من الشباب الحامل للشهادات ، تسعى إلى تحقيق الرفع من المردودية والإنتاجية ، وتوسيع المساحات المزروعة ، وزيادة فرص الشغل وتحسين دخل الفلاحين الصغار . وأبرز رخيلة ، أن هذه الأهداف تندرج ضمن استراتيجية مخطط المغرب الأخضر الذي يسعى أيضا إلى تشجيع التعاونيات وتسويق منتوجاته المجالية وذلك عبر المشاركة بقوة في المعارض الدولية . جدير بالإشارة إلى أن الجناح المغربي بالمعرض الدولي للفلاحة ببرلين الذي يتواصل إلى غاية 24 يناير المجاري ، يقام على مساحة تقدر ب1550 متر مربع ، بمشاركة 54 عارضا من مختلف مناطق المغرب الذي اختير هذه الدورة كأول بلد أفريقي للانضمام إلى لائحة الدول الشريكة للمعرض خارج دول الاتحاد الأوروبي. ومعرض "الأسبوع الأخضر " الذي انطلق منذ سنة 1926 ، يعتبر أهم معرض عالمي متخصص في التغذية والزراعة والبستنة ، إذ تتوقع إدارة المعرض أن يصل عدد زوار الدورة الحالية إلى 400 ألف زائر . * و.م.ع