المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، عز الدين المنتصر بالله، لم "ينتصر" لملايين المغاربة الذين يستخدمون الخدمات المجانية الهاتفية المقدمة من خلال بعض التطبيقات المتوفرة على شبكة الانترنيت، مثل "واتساب"، و"سكايب" و"فايبر"، بقدر ما وقف في صف شركات الاتصالات الثلاثة بعد قرار توقيف تلك الخدمات. والذي لم يعجب العديد من المغاربة، خاصة الذين دأبوا على التواصل مع ذويهم وعائلاتهم بواسطة تطبيقات التراسل المجانية الشهيرة، أن وكالة تقنين المواصلات "صمتت دهرا ونطقت شرا"، فرغم أن قرارها يعود إلى 2004، ولم يتم تنفيذه إلا الآن، فإنها اعتبرت أن قرار المنع يوافق الالتزامات الملقاة على عاتق شركات الاتصال، بموجب دفاتر تحملات التراخيص. واتسم موقف المنتصر بالله بغير قليل من الغموض الذي جانب الدقة والصراحة، فتارة عزا قرار منع "واتساب" و"سكايب" و"فايبر"، إلى تراجع معاملات السوق الوطنية للاتصالات، التي تحتكرها شركات "اتصالات المغرب" و"ميديتيل" و"إنوي"، وتارة أخرى عزاه إلى أن هذه التطبيقات لا تستوفي جميع الشروط المطلوبة لكي تكون مطابقة للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل. وبغض النظر عن مكمن الحقيقة وراء قرار الوكالة بمنع خدمات الاتصال المجانية "واتساب" و"سكايب" و"فايبر"، فإن المتضررين من هذا المنع هم ملايين المغاربة، خاصة من ذوي المداخيل الضعيفة والمحدودة، وأيضا شريحة الشباب الذين يلجؤون إلى هذه الخدمات بوفرة، فضلا عن الأسر التي لديها معارفها وأبناء في بلدان العالم، حيث يقطع القرار بذلك صلة الرحم التي كانت متيسرة لآلاف العائلات المغربية.