ألو أبي كيف حالك؟ بخير يا ابنتي، وأنت كيف هي أمورك؟ - أنا حزينة يا أبي.. لقد جلدوا الأساتذة في الشارع؟ - متى حدث ذلك يا ابنتي ؟ - غريب ألا تعلم بذلك؟ - لا يا ابنتي" والله ما في راسي" . - فعلوها حين كنت تترأس مجلسا للحكومة. - ها أنت أجبت بنفسك.. لقد كنت منشغلا في مجلس الحكومة. فكيف أعرف بذلك؟ - ولكن يا أبي من جلدوا الأساتذة يتبعون لوزير الداخلية، وهو عضو في الحكومة، التي ترأسها. - نعم، ولكن وزير الداخلية هو الآخر كان معنا في المجلس. – إذن من فعل ذلك؟ - يبدو أنها التماسيح يا ابنتي.. كلما انشغلت بشيء أطلت بوجوهها الكريهة لتشوش علي . لكن يا أبي في هذه الحالة، إما أن تفتح تحقيقا أو تقدم استقالتك، حتى تضع الناس وجها لوجه مع التماسيح . - لا هذا ولا ذاك يا ابنتي.. من فعلوا ذلك يريدون أن يصلوا إلى هذه النتيجة ليستولوا على مكاني. ولن أحقق رغبتهم. - وماذا ستفعل تجاه هؤلاء الأساتذة والناس الذين انتخبوك؟ - الأساتذة سينسون يا ابنتي، سألتقي بهم وأمسح دموعهم ببعض الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.. والذين انتخبوني لن يتغيروا، فصوتهم واجب ديني ولن يعصوا الله من أجل حفنة من الأساتذة.. فقط لا تشغلي بالك بهذه الأمور التافهة. – حقا أنت بارع يا أبي، دائما تفاجئني بذكائك . - كيف حال دراستك هناك؟ - أنا بخير يا أبي فقط آلمني ما رأيت من عنف عندكم. لكنك الآن طمأنتني . - لا يا ابنتي .. يجب أن لا تكوني عاطفية هكذا.. السياسة تحتاج قلبا ثابتا. فقط فكري في دراستك.. وحين تنالين شهادتك ستجربين بنفسك. ستكونين أنت كذلك وزيرة.. فلن أرضى بأقل من ذلك. – كم أحبك يا أبي، وحين سأصبح وزيرة، سأقيم لجنة لتعويض هؤلاء المعنفين.. وأعتذر لك يا أبي مسبقا لأنني سأجعل منك تمساحا وسأحملك المسؤولية عما حدث. – ما أذكاك يا ابنتي.. لا عليك افعلي ما يحلو لك، المهم لا تفرطي في الوزارة.. هكذا أحبك يا ابنتي.. في أمان الله. لا تنسي الدعاء لي. – في أمان الله يا أبي، وفقك الله لما يحبه ويرضاه.