اهتمت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الأربعاء، بردود الفعل الإقليمية والدولية على الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد ، والاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ، المقرر يوم السبت المقبل، في الرياض ، إلى جانب مواضيع أخرى محلية . ففي مصر كتبت جريدة (الأخبار) في مقال لها بعنوان " أزمة السعودية مع إيران محصلة للتجاوزات والعدوانية" أنه بغض النظر عن كل ما يحيط بملابسات حالات الإعدام التي نفذتها المملكة العربية السعودية ، فإنها في النهاية تأتي وفقا لما تم إعلانه في اطار الدفاع عن أمنها و تفعيلا لأحكام قضائية تستند إلى القوانين القائمة على الشريعة الاسلامية المعمول بها. وأضافت أنه قد يكون التظاهر السلمي حق مكفول ولكن ما تعرضت له المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران من هجمات تخريبية احتجاجا على عملية إعدام مواطن سعودي مهما كانت عقيدته أمر لا يمكن تبريره ويتعارض مع كل المواثيق الدولية ، مشيرة إلى أن كل الدلائل والشواهد تؤكد أن هذا السلوك من جانب "الغوغائية" الإيرانية المدعوم حكوميا ليس له من أسباب سوى أن هذا المواطن السعودي ينتمي إلى المذهب الشيعي. وقالت إنه على هذا الأساس ، ليس هناك من تفسير لهذا الذي حدث سوى أن إيران تنكر على أي شيعي هويته الوطنية وتعتبره تابعا لها على خلاف كل القوانين والمواثيق والقواعد المعمول بها على مر السنين والزمان. أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان " حجر الزاوية لاستقرار المنطقة " أن انعقاد الجولة الثالثة للمجلس التنسيقي المصري السعودي أمس بالرياض جاء وسط أجواء عالمية وإقليمية بالغة التعقيد. وقالت إن لقاء الأشقاء بين مصر والسعودية يأتي تتويجا لعلاقات قوية تاريخيا وحاضرا ومستقبلا تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ورؤية استراتيجية مشتركة قوامها الحفاظ على الكيان العربي وحمايته مما يحاك حوله من مؤامرات. وأضافت في هذا السياق أن اللقاء في ذاته وتوقيته تأكيد على متانة العلاقات المصيرية التي تربط بين الشعبين وردا عمليا على دعاة الفتن والمشككين وتعبير حي عن التكاتف الحقيقي بين مصر والسعودية في المحن والكروب والأزمات "إذ لا يخفى على أحد حجم ما تتعرض له المملكة العربية السعودية ومحاولات لزعزعة الاستقرار فيها، فيما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مجددا أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري". وفي الشأن المحلي ، كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان " مجلس النواب والرقابة على المال العام " بدأ العد التنازلى لبدء انعقاد مجلس النواب المصرى بتشكيله الجديد، لتبدأ مرحلة برلمانية جديدة ومهمة في هذه الحقبة الدقيقة من تاريخ البلاد خاصة أنه سيترجم الاستحقاقات الدستورية إلى تشريعات وقوانين تنفيذية تحقق ما يصبو إليه المجتمع من تنمية وتقدم. واعتبر أن الرقابة على المال العام تعد أحد الأدوار الأساسية المميزة للبرلمان بل إن نشأة البرلمانات أساسا جاءت لتحقيق هذه العملية (في ظل الشعار الشهير لا ضرائب دون تمثيل) ومن هنا كان من الضروري العمل على تدعيم وتعزيز الرقابة المالية بصورة تجعلها قادرة على الحيلولة دون العبث بالمال العام أو إهداره. وفي قطر، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن انعقاد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، يوم السبت المقبل، في الرياض لمناقشة الاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد " يؤشر على أن الموقف الخليجي في هذه الظرفية الحساسة من تاريخ المنطقة، موقف موحد ومتماسك ومتضامن مع المملكة العربية السعودية ، كما يؤكد كذلك على وحدة الصف الخليجي ومن ورائه الصف العربي الرافض لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية". فالموقف الخليجي، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها، يبعث برسالة إلى دول العالم كافة، وفي مقدمتها إيران، "على أن الأمن القومي الخليجي كل لا يتجزأ، وهو أمن مشترك تتقاسم دول التعاون مواجهة تحدياته وهي كفيلة بصونه وضمانه، وأي اعتداء أو تطاول ضد دولة من دول التعاون هو اعتداء على دول المجلس كافة، وهذه مسألة لا تحتاج إلى بيان أو تأكيد"، مبرزة أن دول مجلس التعاون "ظلت على الدوام منفتحة على الجميع بما في ذلك إيران، وحريصة على سياسة حسن الجوار". وفي السياق ذاته، ترى صحيفة (الراية) أن إدانة مجلس الأمن الدولي للاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد "تشكل رسالة غضب واضحة من المجتمع الدولي تجاه عدم التزام إيران وتهاونها تجاه حماية البعثات الدبلوماسية المحمية بقوة القانون الدولي ،خاصة أنه قد سبق تلك الاعتداءات الهمجية تصعيد حاد غير مبرر من السلطات الإيرانية تجاه السعودية وسيادتها بانتقادها إعدام عدد من المدانين بالإرهاب والذين ثبتت عليهم التهم واستنفدوا جميع الإجراءات القانونية أمام المحاكم السعودية ". وشددت الصحيفة في افتتاحيتها على الأهمية التي يكتسيها الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، متوقعة أن يخرج هذا الاجتماع بقرارات على مستوى الأزمة لدعم الخطوات السعودية لمواجهة الاعتداء على حرمة بعثتها الدبلوماسية واتخاذ إجراءات تجاه إيران لإجبارها على تغيير سياساتها تجاه المنطقة ودول الخليج على وجه الخصوص وحماية البعثات الدبلوماسية، مؤكدة أن إيران "مطالبة حاليا بتصحيح سياساتها تجاه المنطقة قبل الحديث عن أية وساطة لإعادة العلاقات الى طبيعتها". وبالإمارات، تساءلت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن الحد الذي يمكن تحمل ما تفعله إيران مع جيرانها العرب، موضحة في هذا السياق "لقد فاض الكيل وطفح ولم يعد من الممكن التحمل والاستمرار على هذه الأوضاع من التدخلات السافرة في شؤون الدول وعدم احترام السيادة وخرق الأعراف والقوانين الدبلوماسية الدولية والاعتداءات ودعم التمرد والتطرف، وغير ذلك من الخروقات التي طالت وتراكمت لسنوات طويلة". واعتبرت الافتتاحية أن ما حدث خلال اليومين الماضيين من قطع علاقات وسحب البعثات الدبلوماسية أو تخفيضها من عدة دول عربية في وقت واحد، إنما يعكس مدى التأزم الذي وصلت إليه علاقات إيران بجيرانها، مؤكدة أن هذا التأزم الذي جاء نتيجة تراكمات طويلة من التدخلات السافرة في شؤون الدول العربية بالتحديد. وشددت الصحيفة على أن إيران عانت " بسبب سياساتها الخرقاء، من عزلة وعقوبات وحصار دولي لسنوات طويلة، ولا نعتقد أنها تحتمل المزيد، إلا إذا كان نظامها الحاكم نفسه هو الذي يسعى لهذه المشاكل والعزلة حتى يلهي شعبه عن معاناته ومشاكله الكثيرة". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، عن ازدواجية الغرب بخصوص موقفهم من أسامة بن لادن ونمر النمر. وأوضح كاتب المقال " النمر إرهابي وبن لادن إرهابي، النمر سعودي وبن لادن سعودي، النمر أعدم وبن لادن +أعدم+، وإن اختلفت الطريقة، الفرق أن بن لادن سني والنمر شيعي، وهذا الفرق لا قيمة له في محاربة الإرهاب، فلو كان الإرهابي مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو حتى بوذيا فيجب أن ينال عقابه". وأضاف الحمادي أن الفرق الآخر أن النمر أعدمته المملكة العربية السعودية بعد محاكمة عادلة أما بن لادن فقد قتلته الولاياتالمتحدة بعد مداهمة منزله في باكستان، قبل أن يضيف "فلماذا كل دموع التماسيح تلك على إعدام واحد من 47 إرهابيا أدينوا قضائيا، والتهليل لمقتل إرهابي آخر¿! الإرهاب واحد والإرهابيون يجب أن يكونوا في خانة واحدة وضمن تصنيف وحكم واحد، بغض النظر عن أديانهم أو مذاهبهم أو جنسياتهم أو أجناسهم أو حتى أعمارهم، ولكننا للأسف لا نرى من الغرب هذا الموقف الصادق". وفي لبنان، قالت (السفير) إن "التوتر بين السعودية وإيران يواصل سلوك مساره التصاعدي المفتوح، وسط غياب لأي مؤشر من شأنه أن يحدد نقطة الذروة التي قد يبلغها". أما (الجمهورية) فأشارت الى أنه وفي ظل "الاشتباك الإقليمي واستمرار المحاولات الدولية لنزع فتيل التوتر في العلاقات بين السعودية وإيران"، حفلت الساعات الماضية في لبنان ب"تصعيد كلامي بين (تيار المستقبل) و(حزب الله)، إذ ارتفعت "وتيرة السجال" بينهما، في الوقت الذي يؤكد فيه وزير الداخلية، نهاد المشنوق، أن الغطاء الإقليمي الذي حمى لبنان أربع سنوات بدأ يتراجع. إلا أن الصحيفة أبرزت أن هذا السجال و"مضاعفاته سيبقى مضبوطا" بسقف الحوار بشقيه الوطني (بين رئيس الحكومة والكتل النيابية)، والثنائي (بين الحزب والتيار). ومن جهتها علقت (المستقبل) على المشهد بلبنان بالقول إنه وبينما تطوي روزنامة العطلة الميلادية آخر صفحاتها "يستعد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لإعادة تزخيم المحركات الحكومية"، خاص وأنه "دق أمس ناقوس الخطر" من مغبة استمرار نهج التعطيل