شدّد "إعلان مراكش"، الصادر عن المنتدى الاعلامي الخاص بالقارة الافريقية، الذي اختتمت اشغاله اليوم ب"عاصمة النخيل"، أن مستقبل القارة الإفريقية بشكل عام، ومستقبل أمنها ونمائها وتقدمها، يظل مرتبطا بانبثاق مؤسسات إعلامية قوية حرة ومستقلة. وضمّن الاعلان دعوة الى توسيع نطاق التعاون المشترك بين الدول الإفريقية في مجالات الإعلام والصحافة، كما أوضح أن حق شعوب إفريقيا في الخبر يتطلب ضمان حق الصحفيين الأفارقة في الوصول إلى مصادره، وتقنين الحصول على المعلومة، وأن مواجهة الصور النمطية السلبية، التي يستمر تداولها عن إفريقيا في الصحافة الإفريقية والدولية، ضدا على أخلاقيات المهنة وبعيدا عن حقيقة الوضع، يبقى رهينا بتوحيد جهود نساء ورجال الإعلام في إفريقيا. "إعلان مراكش" أضاف أن استعادة إفريقيا لثقتها في نفسها رهين باستثمار الفرص التي تتيحها الثورة الرقمية والتكنولوجيات الحديثة، مع التأكيد على حق إفريقيا في الولوج إلى انترنت آمن، داعيا الى إنصاف المرأة في المشهد الإعلامي بإفريقيا وتقوية حضورها، لاسيما على مستوى صنع القرار، كما تم التنصيص على ضرورة دعم المنظمات المهنية الصحفية لتعزيز حماية الصحفيين وإدانة كل أشكال الاعتداءات التي تطالهم. الإعلان أبرز أن دور الإعلام مقترن بمحاربة كل أشكال العنف والتمييز العنصري والإرهاب، ومحاربة الجرائم ضد الإنسانية بجميع أشكالها، ومحاربة بث الكراهية ضد الأديان، أوالحط منها، والإساءة إلى رموزها، كما اعطى الدعم غير المشروط لنضالات الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على حق الشعب الفلسطيني، مع دعوة كافة المؤسسات الإعلامية الإفريقية لدعم والدفاع عن القضية الفلسطينية على المستوى الإعلامي باعتبارها قضية عادلة. الإشادة لحقت المبادرة المغربية لجعل الإعلام منخرطا في جهود التنمية والنهضة الإفريقية المنشودة، مع تثمين مبادرة إطلاق المركز الإفريقي للتكوين بوجدة، وتأسيس الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، وتثمين عمل المرصد الإفريقي لحرية الصحافة في إطار التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية كوت ديفوار، وهو المرصد الذي تم إطلاقه في أكتوبر 2015 بأبيدجان برئاسة مشتركة بين البلدين، كما ثُمّنت مبادرات النقابات الإفريقية في إطار الاتحاد الدولي للصحفيين قصد حماية الصحفيين، ودُعي إلى تطوير المناهج والمقررات الخاصة بالتكوين والتكوين المستمر في مجال الصحافة والإعلام، وكذلك تكوين وتقوية قدرات الصحفيين والمؤسسات الصحفية المهتمين بقضايا القارة الإفريقية ومجالات الاستثمار فيها. الوثيقة دعت، أيضا، إلى إدماج البعد الإعلامي والتواصلي في التصور الاستراتيجي للمشاريع الاقتصادية والتنموية والاستثمارية وتشجيع إنشاء وكالات خاصة مهنية تعمل على جمع المعطيات والبيانات الاستثمارية، والعمل على إنشاء شبكات تساعد على توفير المعلومات الدقيقة والتقنية التي يحتاجها المقاولون والمستثمرون محليا وميدانيا، وكذا دعم جهود النهوض بحرية الصحافة بالقارة الإفريقية من خلال دعم حرية الصحافة والإعلام وتعزيز قدرات المؤسسات الإعلامية، مع تشجيع إبرام اتفاقيات شراكة بين الهيئات النقابية في قطاع الصحافة والإعلام والهيئات المهنية في الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بهدف توحيد الجهود في ما يتعلق باقتراح السياسات العمومية المتعلقة بالإعلام والنهوض بحرية الصحافة بدول القارة.