بعد أن استطاعت خادمة مغربية بمدينة مكة السعودية، تدعى فاطمة، الإيقاع بمشغلها وكفيلها الذي كان يتحرش بها جنسيا كل ليلة، فضلا عن ظروف العمل المزرية التي كانت تقاسيها، من خلال تسجيل أمدته للشرطة السعودية، ظهرت "موضة" جديدة تتمثل في توثيق مشغلات سعوديات لاعترافات خادمات مغربيات. وفي مقطع فيديو جديد، حصلت عليه جريدة هسبريس، تظهر خادمة مغربية، تبدو في عقدها الرابع أو الخامس، تدعى "أمينة"، بحسب مناداة مشغلتها لها في التسجيل المرئي، وهي تجيب على أسئلة كفيلتها بخصوص طرق التعامل التي تلقاها في البيت، ومدى احترامها لبنود عقد الشغل. وبدت في المقطع الخادمة التي ترد على أسئلة مشغلتها التي حرصت على أن لا تظهر في الصورة، فسألت المشغلة بلكنتها السعودية الخادمة أمينة، فسألتها أولا "هل حرمناك من الأكل"، لتجيب الخادمة المغربية بالنفي، وتضيف بلهجة تحاول أن تقترب من اللغة الخليجية "ندخل المطبخ وناكل". وأردفت المشغلة سؤالا ثانيا وجهته للخادمة المغربية، وهي تقوم بالتصوير بكاميراتها، "هل نعاملك باحترام"، لتجيب أمينة بالإيجاب، قبل أن تباغتها المشغلة السعودية متسائلة مرة أخرى "هل هناك شكوى منك بخصوص طريقة العمل في البيت"، ثم ترد الخادمة بالنفي "لا". وبعد أن استطردت المشغلة السعودية سائلة أمينة "ماعندك اعتراض؟"، لتجيب هذه الأخيرة بأن لا اعتراض لديها بشأن عملها في بيت كفيلتها، أوضحت لها المشغلة ذاتها بأنها تعمل لديها عاملة منزلية، وبأن مدة عقد الشغل تبلغ سنتين، ليظهر الاستغراب على محيا أمينة مرددة "سنتان؟". وأوردت مصادر مطلعة بالسعودية أن عددا من ربات البيوت اللائي يقمن بتشغيل خادمات أجنبيات، خصوصا المغربيات منهن، يعتزمن سلك هذه الطريقة الفريدة والطريفة، حيث يتم توثيق اعترافات الخادمة بالصوت والصورة، بخصوص حسن تعامل مشغليها معها، وبجودة ظروف العمل في المنزل، واحترام آدميتها وكرامتها. وأكدت الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، في تصريحات لهسبريس، تعليقا حول هذه الموضة الجديدة بالسعودية، بالقول إنه ليس مفاجئا أن تتجه المشغلات السعوديات إلى هاته الطريقة لضمان حقهن ضد أي اتهام محتمل من طرف خادماتهن بسوء المعاملة، خصوصا خلال الآونة الأخيرة التي اشتدت فيها تلك الاتهامات". واسترسلت الباحثة بأن توثيق اعترافات الخادمة المغربية من طرف مشغلتها السعودية طريقة ذكية ولئيمة أيضا، لأنها بذلك تضع حدا لأية اتهامات بالاستغلال من طرفها، كما توضح فيه مدة عقد الشغل الخاص في البيوت السعودية، والذي لا يتجاوز سنتين، حتى لا تزعم الخادمة بأنها لم تكن تعلم بمدة تشغيلها. وأردفت المتحدثة بأنه رغم تسجيل هذه الاعترافات من طرف الخادمة المغربية، لكن لا يمكن اعتبار تلك التسجيلات المرئية والصوتية أدلة قطعية على حسن معاملتها من طرف مشغلتها، لأنه قد تمر الأيام وتتغير المعاملة لتصبح سيئة، أو قد تطرأ ظروف معينة لتطعن في صدقية تلك التوثيقات". وكانت سفارة المغرب بالسعودية قد أكدت أخيرا بأنه لا توجد اتفاقية شغل بين البلدين، وبأنه في حالة العمالة المنزلية، عندما يقع نزاع بين طرفي عقد العمل، يتعين اللجوء بالضرورة إلى مركز الشرطة للإبلاغ، حيث يتم استدعاء الكفيل لتسوية المشكل، "وفي غياب ذلك، تتم إحالة الخادمة المعنية بالأمر على مركز الإيواء، أو إدارة الوافدين، أو المصالح القنصلية لبلد المعنية بالأمر، في انتظار ترحيل العاملة المنزلية إلى بلدها".