يعترف مهنيو قطاع اللحوم الحمراء أن هناك آلاف الأسر المغربية التي تضطر إلى استهلاك كميات ضعيفة جدا من هذه اللحوم، حيث لا يتجاوز ذلك معدل 191 غراما يوميا، لذلك يراهنون على رفع مستوى استهلاك المغاربة من لحوم الأبقار والأغنام بنسبة 50 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة، على أمل انتقاله من 14 كيلوغراما في الوقت الراهن إلى 20 كيلوغراما للفرد الواحد في أفق سنة 2020، أي بمعدل يوم يقارب 270 غراما يوميا لكل أسرة. وينظر رضوان الزويتني، الكاتب العام للجمعية المغربية لبائعي اللحوم الحمراء، بعدم الرضى لهذه المعطيات، حيث يؤكد أن المغاربة يستهلكون اللحوم الحمراء بمعدلات تقل بكثير عن المستويات المسجلة في دول مجاورة كإسبانيا والعديد من دول البحر الأبيض المتوسط، معتبرا أن السعر المرتفع لهذا المنتوج الغذائي الحيوي في السوق المغربي مقارنة مع القدرة الشرائية للمواطنين، يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء انخفاض مستوى الاستهلاك من البروتينات الحيوانية الحمراء. الزويتني يعتبر أن تشجيع المهنيين العاملين في مجال تربية العجول والأبقار الموجهة لإنتاج اللحوم، وتحفيزهم لاستيراد أفضل السلالات في هذا المجال سيساعد في رفع مستوى العرض وتخفيض كلفة الإنتاج إلى مستويات تقارب المستويات المعمول بها في دول أوربية وأمريكية ولاتينية، وهو ما سيرشح الأسعار النهائية للانخفاض أكثر قد تلامس مستوى 50 درهما للكيلوغرام كسعر نهائي موجه للمستهلك. بدوره، أكد عبد العالي رامو، نائب رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، أن بلوغ هدف تسويق اللحوم الحمراء بأقل من 50 درهما للكيلوغرام الواحد أمر قابل للتحقيق في المغرب ولم يعد حلما، ويضيف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "هناك مجموعة من العوامل التي يمكنها أن تساعد على بلوغ هذا الهدف، من ضمنها تزايد الاهتمام بتعزيز تربية قطيع الأبقار الموجهة لإنتاج اللحوم والتحفيزات التي يتلقاها الكسابة في المغرب". وأوضح نائب رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء أن تخفيض السعر يساعد على ارتفاع إقبال الأسر المغربية ذات الدخل المتوسط والضعيف على استهلاك هذه المادة، التي تكاد تدخل في خانة المنتجات الغذائية الكمالية.