أطلق المئات من المواطنين الإسبان صافرات استهجان ضد انفصاليين أرادوا إلقاء خطاب له طابع سياسي ضد المغرب، وجرى ذلك بساحة ال"Cort"، الواقعة بجزيرة "مايوركا" في جزر البليار، حيث اجتمع الآلاف لضمن احتفالية "Navidad"، لكن الفضاء ساده الصراخ ضد منتمين لل"بوليساريو" بعدما رغبوا في استغلال التجمع لتمرير رسائل لا تعني الحاضرين في شيء. وشجب المحتجون موقف المسؤول عن بلدية "Palma de Mallorca"، خوصي إيلا المنتمي للحزب العمالي الاشتراكي الإسباني، وكذا كتالينا روسيلو ندال، رئيسة ما يسمى ب "جمعية أصدقاء الشعب الصحراوي"، معتبرين أنهما يستغلان مثل هذه المناسبات الاحتفالية للتعبير عن مواقفهما المناوئة للمغرب من قضية الصحراء، واعتبر المستهجنون أن "ما تمت محاولة البصم عليه يأتي خارج السياق، ويهدف إلى تعكير صفو الحفل". وتم اختيار طفلين من مخيمات تندوف، هما صافية خاتري، البالغة من العمر 13 سنة، وإبراهيم سالم ناري ذو ال12 عاما، لإشعال أضواء احتفالات ال"Navidad"، وهو الانتقاء الذي رأت فيه الجهات المنظمة رمزية ل"خدمة أهداف اجتماعية وإظهار تضامنهم مع الشعب الصحراوي، والمطالبة بإرسال مزيد من المساعدات لساكنة مخيمات تندوف"، وفق تعابير الواقفين وراء الاختيار. من جهة أخرى؛ نددت رئيسة ما اشتهر محليا ب"Amigos del Pueblo Sahrauí"، في خطاب ألقته أمام المئات من ساكنة "مايوركا" المجتمعين بساحة "كورت"، بظروف العيش المزرية واللاإنسانية بمخيمات اللاجئين بتندوف، خاصة بعد الفيضانات التي عاشتها المنطقة خلال شهر أكتوبر الماضي، والتي تسببت في خسائر مادية كبيرة، كما دعت الحاضرين إلى التضامن مع من أسمته ب"الشعب الصحراوي". وزادت كتالينا روسيلو، في معرض كلمتها، أن "ساكنة إسبانيا ملزمة باستنكار انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة ضد الصحراويين بالصحراء، والمطالبة بحق هذا الشعب في تقرير مصيره عبر تنظيم استفتاء"، وهي الكلمات التي أثارت غضب جل الوافدين على المكان الذي شرعوا في الصراخ، إذ اعتبروا أن "الحدث والظرفية لا يليقان بإلقاء مثل هذه الخطابات السياسية". صافرات الاستهجان، التي أطلقها المحتشدون بالساحة، لم ترق المخاطبة "Catalina"، إذ عبرت عن اندهاشها من هذا الموقف غير المألوف، لاسيما أنها تكررت مع المسؤول البلدي خوصي إيلا الذي حاول، بدوره، توجيه كلمة للحاضرين من شرفة بناية مطلة على الساحة، وقال: "هذه الأصوات هي لحالات معزولة لا تخجل من نفسها ولا تمثل العامة"، وفق تقييمه الذي زاد من خلاله غاضبا: "هؤلاء لا يبدون أي احترام تجاه الآخرين".