كحال عدد من المقابر في ربوع المملكة، تعيش مقبرتا لعلو وسيد الخطاب بالعاصمة الرباط حالة مأساوية، من خلال انعدام النظافة، وانتشار الأزبال، وكثرة المتشردين والمنحرفين. هذه الوضعية زادت من قتامتها، بحسب إحدى جمعيات الرباط، عملية تخريب ما يناهز 40 قبرا، في الحادي عشر من أكتوبر الماضي، من أجل إعادة استعمالها، "في انتهاك لحرمة الأموات في مقبرتي سيد الخطاب ولعلو، القريبتين من مقبرة الشهداء بالرباط، والتي دفن فيها عدد من المسؤولين الكبار، طوال السنوات الماضية". ونددت جمعية الصداقة للأعمال الاجتماعية بما أسمتها "جرائم انتهاك حرمة الأموات بالمقبرتين"، من خلال "نبش القبور وتخريبها والعبث بالرفات ورمي العظام في فضاءاتهما"، مستنكرة "الحالة المتردية التي تعيشها كل مقابر العاصمة التي امتلأت عن آخرها بما فيها الممرات". وتبين عدد من الصور أن عددا من القبور قد تم العبث بها، بتكسير شواهدها، وتمت إشاعة أخبار تفيد بأن مختلا عقليا هو الذي قام بتخريبها، ورصدت الصور ذاتها عددا من الرفات وقد تم إخراجها من القبور، إذ انتشرت العظام البشرية في مختلف الأرجاء، مما يؤشر على الحالة المزرية التي تعيشها المقبرة، التي تقع بجوار مقبرة الشهداء، والتي يتم الاعتناء بها بشكل يومي، نظرا لكونها تعد أكثر المقابر في المغرب التي يتم دفن المسؤولين الكبار فيها. وتبعا لذلك، طالبت الجمعية الجهات الوصية بتحمل مسؤولياتها و"منع الدفن بهذه المقابر، نظرا للحالة المزرية التي وصلت إليها، مما يستدعي تدخلا عاجلا من أجل وضع حد للانتهاكات التي يتم اقترافها في حق المدفونين بها"، كما دعت والي جهة الرباطسلاالقنيطرة إلى العمل على "تسريع تهيئة المقبرة الجديدة التي سبق أن أعلن عن مشروع إحداثها بجماعة المنزه في يونيو من العام الماضي، بغية إكرام أموات العاصمة بدفن كريم يحترم المعايير الإنسانية والشرعية". وشدد المصدر ذاته على ضرورة "التصدي لكل أشكال الانتهاكات التي تتعرض لها المقابر القديمة، والمحافظة عليها بتوفير الحراسة والصيانة، لتبقى فضاء نظيفا وآمنا للتأمل والترحم على الموتى".