استقبلت سفارة الدنماركية، اليوم الخميس، أربعة درّاجين دنماركيّين قطعوا أزيد من 4800 كيلومتر قبل أن يحلوا بالمغرب، كمحطة لانطلاقهم مجددا نحو نقطة الوصول بدولة غامبيا، ليراكموا بذلك مسافة 8000 كيلومتر من التنقل. وقال السفير الدنماركي، طورغن مولدي، في تصريح لجريدة هسبريس، إنه سعيد باستقبال الشباب الذين يطمحون عبر هذه المبادرة إلى دعم التعليم بدولة غامبيا، مشجعا المغاربة على استعمال الدراجة الهوائية، التي تعتبر وسيلة نقل أساسية في الدنمارك، لأهميتها على مستوى صحة الإنسان ولاستفادته بقضاء أوقات ممتعة، مبديا أسفه على عدم توفر شوارع العاصمة الرباط على ممرات واسعة مخصصة للدراجات الهوائية. السفير، الذي لم يتردد في ارتداء ملابس رياضية، قاد دراجته الهوائية، التي جلبها من بلاده، رفقة الدراجين الأربعة انطلاقا من مقر السفارة إلى ضريح محمد الخامس بحسان، حيث كان له موعد مع السفير الغامبي الذي عبر، بدوره، عن سعادته بهذه المبادرة، التي تهدف إلى جمع التبرعات لفائدة التعليم بهذه الدولة الإفريقية، واعدا الدراجين باستقبالهم ببلده الأم في دجنبر المقبل وإكرام وفادتهم. أحد الشبان المشاركين، الذين يتابعون دراساتهم الجامعية العليا بالدنمارك، أوضح أن للتجربة هدفين أساسيين؛ أحدهما متمثل في خوض تجربة سفر طويل يمر عبر دول أوروبية وإفريقية عدة، والثاني يهم استفادة أطفال آخرين في غامبيا ودعم تمدرسهم. وأشار الدراجون الذين وصلوا إلى المغرب عن طريق سبتة ومنها إلى مدن تطوان والشاون وفاس ثم الرباط قبل انطلاقهم نحو مراكش ومنها إلى موريتانيا والسنغال وحلولهم أخيرا بدولة غامبيا، إلى أن طرقات المغرب صالحة لممارسة هذه الرياضة، مبرزين أن جمال الطبيعة ذكرهم ببلادهم التي تركوها منذ 18 غشت المنصرم. وأوضح السفير الدنماركي أن بلاده بلد الدراجات بامتياز، حيث إن 24 بالمائة من التنقلات بين البيت والعمل أو المدرسة تتم عبر الدراجة الهوائية، وأن 44 بالمائة من الأطفال المتمدرسين، ما بين 10 و16 سنة، يتنقلون إلى مدارسهم بواسطة الدراجة يوميا، و63 بالمائة من كبار السياسيين يركبون الدراجات الهوائية للذهاب إلى البرلمان، كما أن 90 بالمائة من الدانماركيين يملكون دراجات. وتدعم السفارة الدنماركية خطوة استعمال الدراجات باعتبارها وسيلة نقل إيكولوجية محافظة على البيئة والمناخ، ولانعكاساتها الإيجابية على الصحة عموما.