أكد المدير المركزي لقناة العيون، محمد لغظف الداه، أن القناة ستواصل مسيرتها الإعلامية الهادفة قصد تقديم منتوج إعلامي متميز لمشاهديها بدول شمال إفريقيا والعالم العربي. وأضاف مدير القناة التلفزية، بمناسبة استعداد القناة للاحتفاء بالذكرى ال 11 لتأسيسها (6 نونبر 2004)، والتي تصادف ذكرى احتفاء الشعب المغربي بانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، أن القناة ستواصل مسيرتها الإعلامية في نقل التطور الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المملكة، وخاصة الطفرة النوعية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية. وأبرز لغظف أن التحدي الذي رفعته القناة، باعتبارها أول قناة تلفزية جهوية بدول شمال إفريقيا والعالم العربي، تمثل في تبنيها لإعلام القرب من ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة ومساهمتها في تكريس حرية الإعلام على الصعيد الوطني، واحترامها لمبدأ التعددية وتنويع العرض وتقديم برامج ذات تنافسية لمشاهديها داخل أرض الوطن وخارجه. وأضاف لغظف أن قناة العيون، التي أنشئت بتوجيهات سامية من الملك محمد السادس، من أجل ترسيخ وصون تعددية وحرية الإعلام باعتباره إحدى ركائز بناء المشروع المجتمعي الحداثي للمملكة، تغطي الأقاليم الجنوبية للمملكة وهي أقاليم طاطا وكلميم والسمارة وطانطان والعيون وبوجدور والداخلة وأوسرد وآسا الزاك وطرفاية، فضلا عن استهداف القناة لأكثر من خمسة ملايين مشاهد يتحدثون الحسانية من الأقاليم الجنوبية للمملكة وموريتانيا وشمال مالي ومخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر. وأشار المدير المركزي إلى أن قناة العيون، التي يوجد مقرها الرئيسي بالعيون، وتتوفر على عدة مكاتب، تغطي 52 في المائة من المساحة الإجمالية للمملكة من حيث برامجها الإخبارية والثقافية والاجتماعية والترفيهية. وبالنسبة للتغطية الميدانية للقناة التي تبث على القمرين "عرب سات" و"هوت بورد" وعلى البث الأرضي الرقمي "تي إن تي"، ومن خلال تطبيقاتها على الهواتف الذكية وباقة قنوات اتصالات المغرب، فتشمل "فم ازكيد" شمال شرق طاطا على الحدود الجزائرية إلى "الكركرات" جنوبالداخلة على حدود موريتانيا ومن بوجدور غربا إلى "اجديرية" و"توكات" شرق السمارة على حدود موريتانياوالجزائرجنوبا. وتشكل قناة العيون إحدى المؤسسات الإعلامية الوطنية الهامة التي تساهم في تعبئة الرأي العام في ما يتصل بمختلف القضايا الوطنية (التجربة الديمقراطية بالمملكة، الاستحقاقات الانتخابية، مشروع الحكم الذاتي، الجهوية الموسعة، الدستور الجديد)، فضلا عن مساهمتها في التصدي لكل دعاية مغرضة ضد الوحدة الترابية للمملكة. وبفضل ديناميتها واستخدامها للوسائل التكنولوجية الحديثة، استطاعت قناة العيون توضيح الرؤية لمشاهديها ومن بينهم المغاربة المحتجزون بمخيمات تندوف حول مغرب أكثر دينامية على المستوى السياسي والسوسيو-اقتصادي، حيث حققت المملكة في عهد الملك محمد السادس قفزة هامة في المجال الديمقراطي وترسيخ دولة الحق والقانون التي جعلت المغرب نموذجا يحتذى. وكشفت قناة العيون المستور في قضية المناضل الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي نفته "البوليساريو" خارج مخيمات تندوف بسبب إشادته بمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء، وساهمت القناة أيضا في فضح الممارسات اللاإنسانية لميليشيات "البوليساريو" في حق المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف، حيث حصلت القناة على مجموعة تسريبات بثتها في عدة نشرات إخبارية تفضح فيها القمع الشديد والديكتاتورية التي تنهجها "البوليساريو". وتساهم قناة العيون في نشر ثقافة التكافل الاجتماعي من خلال عدة برامج، من بينها برنامج "أنامل حسانية" و"مقام من الطرب الحساني" و "استوديو الخيمة"، وكذا نشر التوعية الدينية والمذهب المالكي من خلال برامج دينية تحت إشراف المجالس العلمية المحلية تأتي في أولها مسابقة حفظ وتجويد القران الكريم التي تحظى بالرعاية الملكية السامية وتشارك فيها جل الأقاليم الجنوبية. وفي مجال الثقافة الحسانية، عملت القناة في مجال الشعر الحساني على تكوين أرشيف مهم من هذا الشعر الذي لم يكن مدونا بل يحفظه بعض الشيوخ وبعض الشباب المهتمين به، وذلك من خلال عدة برامج مختصة بالثقافة الحسانية. وقد خصصت القناة منذ نشأتها حيزا مهما لدعم الثقافة الحسانية من خلال برامج متواصلة ومتعددة لإعطاء الفرصة للمواهب الشابة، وذلك عبر برامج المسابقات والندوات والحكايات التاريخية. وفي مجال الموسيقى الحسانية، ساهمت القناة في توثيق وتشجيع التراث الموسيقي الحساني والألوان الموسيقية الأخرى، أما في فن الدراما فقد عملت على تشجيع إنشاء فرق مسرحية وتشجيع روادها على ممارسة هذا الفن من خلال تسجيلها لمسرحيات بلغت أزيد من 26، بثت على القناة وتشجيع شركات الإنتاج على إنتاج دراما حسانية. يشار إلى أن قناة العيون اعتمدت منذ نشأتها على طاقم من الصحافيين والتقنيين والإداريين تم اختيارهم من أبناء المناطق الجنوبية الثلاث عن طريق وكالة الإنعاش وتشغيل الكفاءات بالعيون. وسهر تقنيون وصحافيون من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالرباط على تكوين هؤلاء العاملين في عين المكان، إذ لم يكن جل أبناء المنطقة يتوفرون على ديبلومات في مجال السمعي البصري ولا في مجال الإعلام عموما. وتتوفر القناة حاليا على موارد بشرية متخصصة في مجال السمعي- البصري من صحافيين وتقنيين، من بينهم، على الخصوص، رئيس مصلحة البث والبرمجة والمصالح التقنية ورئيس المصلحة الإدارية والمالية وصحافيون وكتاب تحرير وصحافيون مقدمون وإداريون يزاولون أعمالهم بصفة يومية وفق جدولة زمنية منتظمة، موزعين على الجهات الجنوبية الثلاث. ويشتغل بالقناة أيضا طاقم من الأطر والمنتجين ومعدي البرامج والعديد من الكفاءات، وذلك إما عبر البرامج الداخلية التي يشرف عليها هؤلاء أو عن طريق شركات الإنتاج والذين يفوق عددهم المائة. *و.م.ع